تركيا العثور على كنيسة تضم مشاهد لصعود المسيح والأرواح الملعونة
تم إكتشاف كنيسة أرثوذكسية محفورة في الصخور تحت الأرض في تركيا تضم مشاهد لصعود يسّوع المسيح إلى السماء وقتل الأرواح الشريرة، وهي الأولى من نوعها التي تحمل مثل هذه الرسومات، بحسب عمدة البلدة التي أكتشفت فيها الكنيسة.
قال حسن أونور، عمدة نوفشهير لصحيفة حريت ديلي نيوز، “نحن نعلم بأنّ مثل هذه الرسوم الجدارية لم يتمّ العثور عليها في أيّ كنيسةٍ أخرى حتى الآن. كما إن هذا المكان أيضاً أكبر من الكنائس التاريخية الأخرى في كابادوكيا. لقد تم بناؤها تحت الأرض وتضم اللوحات الجدارية الأصلية التي بقيت حتى يومنا هذا.”
وتعتبر منطقة كابادوكيا في وسط تركيا موطناً لواحدة من أروع المناظر الطبيعية في العالم، حيث الوديان العميقة والتكوينات الصخرية المرتفعة التي تتخللها البيوت، والكنائس، والمقابر، والمعابد، ومدنٌ كاملة تحت الأرض منحوتة بإنسجام يتماهى مع التضاريس الطبيعية. لقد قامت وأختفت مدنٌ، وإمبراطورياتٌ، وأديان حول تلك الملاذات السرية “التحت أرضية” الفريدة من نوعها. ففي كانون الأول/ديسمبر 2014، أعلن علماء الآثار عن إكتشاف مدينة ضخمة تحت الأرض في كابادوكيا، تتألف من 7 كيلومترات (3.5 أميال) على الأقل من الأنفاق، والكنائس السرية، ودهاليز الهروب يرجع تاريخها لحوالي 5000 عام.
وبوصفه أكبر إكتشاف أثري لعام 2014، قالت صحيفة حريت ديلي نيوز بأنه قد تم العثور على المدينة القديمة تحت قلعة نوشهير والمنطقة المحيطة بها خلال القيام بمشروع التحول الحضري الذي تنفذه هيئة التنمية العمرانية التركية (توكي). فقد تم العثور على 1500 مبنى في قلعة نوشهير وحولها، وتم إكتشاف المدينة التي تقع تحت الأرض أثناء عمليات الردم لإنشاء مبانٍ جديدة.
(المنازل الصخرية في كابادوكيا)
تعتبر الكنيسة التي عُثر عليها عام 2016 من بين العديد من الهياكل في المدينة الواقعة تحت الأرض. قال أونور بأن الكنيسة من الممكن أن تكون قد بُنيت في القرن الخامس الميلادي.
قال السيد أونور لصحيفة حريت، “لم نكن نفكر حتى في إمكانية العثور على مثل هذه الهياكل عندما بدأنا بالعمل أول مرّة. لكن الحفريات وأعمال التنظيف مستمرة ونأمل في العثور على بياناتٍ جديدة تتعلق بتاريخ كابادوكيا. أفادت التقارير بأن بعض اللوحات الجدارية هنا فريدةٌ من نوعها. هنالك صورٌ مثيرة مثل تلك التي تصوّر أسماكاً تتساقط من يد يسّوع المسيح، وأخرى لصعوده إلى السماء، وصور لقتل الأرواح الشريرة. عندما يتم الكشف عن الكنيسة بشكلٍ تام، يمكن أن تصبح كابادوكيا مركزا أكبر للحج الأرثوذكسي.”
قال سميح إستانبول أوغلو، عالم الآثار الذي يقود أعمال التنقيب في الكنيسة والمدينة الواقعة تحت الأرض، بأن الثلوج والأمطار قد أدت لإنهيار الجدران الرقيقة للكنيسة، لكن العمال سيقومون بإصلاحها خلال الترميمات.
(منزل تحت الأرض في كابادوكيا ـ تصوير إد يوردون ـ ويكيميديا كومنز)
عندما تم العثور عليها، كانت الكنيسة ممتلئة بالتراب، فتوجب على فريق علماء الآثار القيام بجمع قطع الرسوم الجدارية. فعلى الرغم من أن بعض اللوحات الجدارية تبدو سليمة، إلاّ أن أعمال الترميم ستعمل على إستعادة أكبر عددٍ ممكنٍ منها.
قال علي آيدين، عالم آثار آخر في الموقع، بأنه سيتوجّب عليهم تجفيف الرطوبة في الكنيسة ببطء لمنع تحلل اللوحات الجدارية. وبعد أن ترتفع درجات الحرارة بحلول فصل الربيع، سيُستأنف العمل لحماية اللوحات الجدارية وترميم الكنيسة، وسيقوم الفريق بإزالة الرطوبة.
تغطي كابادوكيا المنطقة الواقعة بين مدن نوشيهر، وأورغوب، وأفانوس، ومواقع كاراين، وكارليك، ويشيلوز، وسوغانلي، ومدينتي كايماكلي، وديرنكويو الواقعتين تحت الأرض. وتجعل مائة ميل مربع، مع أكثر من 200 قرية تحت الأرض، وبلدات على شكل أنفاق كاملة وسراديب مخفية، وغرفٍ سرية، ومعابد قديمة، وتاريخِ متراكم بشكلٍ مذهل حيث بنت كل حضارة أحدث فوق بناء الحضارة السابقة لها، كل هذا يجعل من كابادوكيا واحدة من أكبر وأكثر مناطق المساكن الكهفية إثارةً للدهشة في العالم.
الصورة البارزة في الأعلى: إثنتين من اللوحات الجدارية في الكنيسة، الواقعة في منطقة تتألف من 200 قرية تحت الأرض وبلداتٍ نفقية.