رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوحــدة ---------أ.وحيد... فقد زوجته المحبوبة من سنوات طويلة، بعد صراع مع المرض، وكان يحبها جداً... فتركت له فراغاً هائلاً... وثلاثة أولاد. وانشغل أ.وحيد بعمله وبأولاده كل الانشغال لكي ينسي وحدته. وكان حينما يخلو لنفسه دقائق تتسارع الدموع إلي عينيه حين يتذكر زوجته... فكان يهرب من هذه الدقائق... وكبر الأولاد وتزوجوا... وسافر اثنان منهم للخارج والثالث مشغول في بيته مع أولاده. دخل أ.وحيد سن المعاش... ولم يعد هناك إلا الوحدة، وكانت علاقة أ.وحيد بالكنيسة علاقة بسيطة، فقد كان يواظب علي قداس الأحد وعادةً ما يتأخر عن الإنجيل، ولم يكن يقرأ أو يُصلي إلا "أبانا الذي....الخ" قبل النوم، وكان يظن إنه بهذا يُرضي الله وضميره. ولأول مرّة في القداس... يبكي أ.وحيد وحدته، ويطلب معونة وتدخل إلهي، فلم يعد هناك شغل ولا زوجة، وحتى الأولاد أصبحت العلاقة مقتصرة علي التليفونات. وخرج أ.وحيد بعد التناول... وعلي سلّم الكنيسة قابلة أ.فرج بفرح، فهو زميل دراسة قديم، وسأله عن ظروفه وعن سن المعاش وكيف يشغل وقته؟؟؟، وكادت الدموع تغلبه مرّة أخري في هذا اليوم... وأحس أ.فرج به فقال له "وحيــد... أنت لازم تيجي تخدم معانا... أنا مش لاحق أروح بيتي" قالها أ.فرج بابتسامة رقيقة وربت علي كتفه وقال له "هاشوفك ضروري.. في اجتماع خدام إخوة الرب يوم... الساعة... أنا عارف إنك هاتنبسط". شكره أ.وحيد ومضي إلي بيته وحيــــداً. وفوجئ في يوم الاجتماع إن أ.فرج يكلمه تليفونياً قبل الاجتماع بساعتين ويؤكد عليه الحضور... فخجل منه... واستعد للذهاب. دخل أ.وحيد الكنيسة لأول مرّة في اجتماع روحي... اجتماع الخدام... وشعر بخجل في الصلاة إذ إنه لا يعرف في الأجبية شيئاً ولا يدري في أي صفحة يقرأون... وإدَّعي خجلاً أمام ضميره إن نظارة القراءة لم تكن معه... وجلسوا للترانيم... وشعر بسعادة جديدة عليه... بتعزية... وسمع كلمة روحية عن الاقتراب لله... وكانت كل كلمة يسمعها... يشعر إنها موجهه له.. وكأن ليس في الاجتماع غيره... حتى إنه كان يتلفّت حوله ليري هل يري تأثره أحدً؟!... ولكن الجميع كانوا منتبهين للعظة. ولأن الاجتماع كان مزدحماً، ظن إنه لن يجد أ.فرج واكتفي بالميعاد لأنه لا يريد التأخر ليلاً، وعلي باب الكنيسة أثناء خروجه بعد الصلاة الختامية وجد أ.فرج علي الباب بابتسامته الرقيقة يقول له "نوَّرت الاجتماع... علي فين؟؟؟" فأجابة "مرّوح... مش خلاص كده!!!"... "خلاص إزاي... إحنا اتفقنا هنخدم... تعالي معي". وبحب الأصدقاء أمسكه من يده، وتقدم الصفوف مرّة أخري إلي أبونا.... وعرّفه بالأستاذ وحيد... واستقبله أبونا باهتمام وترحيب وطلب منه الانتظار قليلاً... فلم يتركه أ.فرج... حينئذ سأله أ.وحيد "هو انتم بتعملوا إيه في الخدمة؟". قال أ.فرج "إحنا بنخدم المناطق الفقيرة... يعني بنزورهم وبنشوف إحتياجاتهم وأحوالهم وبنعيش مشاكلهم وبنصلي معاهم وبناخد بركتهم". قال أ.وحيد لكن أنا عمري ما خدمت ومعرفش أتكلم في الدين"... فرد أ.فرج مبتسماً "كلنا كنا كده... بس الحكاية سهلة والناس بسيطة، أنت هتنزل مع حد يعلمك ويسلمّك، أصل الحكاية مش وعظ ولازم تجرب". ظل أ.وحيد متردداً إلي أن قابله أبونا وشجعه جداً ونصحه بأن يبدأ مع أ.فرج بحكم الصداقة القديمة. وجاء يوم الخدمة... وكان أ.وحيد رجل إلتزام بطبعه فهو نتاج سنوات من العمل والنجاح، فكان في المكان المتفق عليه قبل الميعاد بدقائق، وقابله مجموعة من الخدام مختلفي الأعمار، ولكن ما شجعه أنه لاحظ أنه هناك علي الأقل ثلاثة ممن هم علي المعاش مثله... الكل مبتسم... مُرحّب... متفائل... هكذا قال أ.وحيد في سرّه. وجاء أ.فرج يلهث علي الميعاد بالضبط، وكان قائد الفريق (أمين الخدمة) –هكذا إكتشف أ.وحيد- ووجد الكل يحبونه ويضحكون معه كالأطفال ونظر أ.وحيد وقال له في سرّه "يا بختك... كل الناس دول يعرفوك وبيحبوك". وركبت المجموعة –المكونة من عشرين خادماً- أتوبيس صغير وبدأوا بالصلاة، ووجد أ.وحيد إن الكرسي الملاصق له يجلس فيه إنسان وديع –في الأربعينات من عمره- وفتح له الأجبية علي الصفحة وظل يقلّب معه الصفحات بإتضاع وأدب، مما جعل أ.وحيد يشعر بالإرتياح وبدأ يصلي المزامير. وبعد الصلاة، قال أ.فرج بصوت عالي "بنرحب كلنا بالأستاذ وحيد، وهو خادم جديد وسطينا وصديق قديم "فوجد تصفيقاً حاداً من الكل مما أجبره علي إبتسامة واسعة كانت قد فارقته من سنين طويلة. ثم بدأ أ.فرج يشرح موضوع اليوم وكان عن الصلاة، وكان مُركزّأً واضحاً بسيطاً، وقال "بصوا إحنا اللي يهمنا في آخر الموضوع اللي هانقوله في كل بيت، وهو إن الناس تحب تصلي... وتبتدي تصلي بإنتظام، ومش عاوزين كلام وعظ طويل، لأن الناس بسيطة وأغلبها من بيعرف يقرأ، وعاوزين نبتدي نشجعهم يحفظوا صلاة الشكر والمزمور الخمسين، وده في مدة السته شهور القادمة، وهانحكي معاهم النهاردة حكاية صديق نصف الليل (لو 5:11 -8)". ثم مال أ.وحيد علي أ.وديع بقلق وقال "أنا مش هأتكلم ولا أقول حاجة" فإبتسم أ.وديع برّقة وقال "ماتخفش... معاك شهرين فُرّجه". وبدأ أ.فرج يوزع المسئوليات... والخدام اثنين اثنين... فقال أ.وحيد مندفعاً "ممكن أنزل مع وديع؟" أجاب أ.فرج بسرعة "طبعاً ممكن...". ووصل الفريق المنطقة الفقيرة (مكان خدمتهم)... وتعجب أ.وحيد من حماس الخدام ومحبتهم للفقراء ومقابلتهم بترحيب شديد... ودخل ثلاثة بيوت فقيرة شبه معدومة... مع وديع... الذي أُعجب به جداً في كلامه البسيط عن الصلاة... ومحاولة تكرار كلمات "فلنشكر صانع الخيرات..." للناس حتي يحفظونها... ولكنه لم يستطع أن يصارحه إلا بعد شهور أنه نفسه (أ.وحيد) لم يكن يحفظها. وإشتكي البعض من المشاكل... الفقر والظروف... وكان أ.وحيد صامتاً يتفرج كما أوصونه، فوجد أ.وديع يقول للناس... "ربنا يدبر الصالح... هانشوف... حاضر... مش ناسيكم..." لكنه لم يعد بشيء ولم يدفع شيء. وفي الرجوع... وقف أ.وديع وتحدث أمام المجموعة عن مشكلة أحد البيوت التي تحتاج لسقف مسلّح... قبل الشتاء... وبسرعة تقدم أحد الخدام بإقتراح متابعة التنفيذ... وصارحهم أ.فرج إن صندوق الخدمة لا يحتمل إلا تكلفة شهريات الأرامل وبركة العيد... واقترح الكل أن يجمعوا مبلغاً خصيصاً لهذا السقف. وجلس أ.فرج إلي جانب أ.وحيد الدقائق الأخيرة قبل الوصول إلي الكنيسة وسأله عن رأيه... فأجاب أ.وحيد "رائع... بس أنا مش هاعرف أتكلم زيكم" أجاب أ.فرج "ماتخافش... إنت بس واظب علي الإجتماع والخدمة كام شهر... هتلاقي كل حاجة هاتيجي في وقتها هاتبقي أحسم مننا كلنا". ورجع أ.وحيد إلي الكنيسة مرهقاً جداً... وتذكر أيام الشغل وتعبه من سنين... لكنه كان سعيداً. مرّت الشهور تباعاً وأحب أ.وحيد الخدمة جداً... وزادت مسئولياته وإستُبدلت دموع الوحدة... بدموع حب الله ودموع حب الفقراء ودموع الصلاة من أجل المحتاجين... وأحب الخدام أ.وحيد. وبعد سنتين فوجئ أ.وحيد بأبونا يستدعيه... وتصوّر أنه لابد أنه أخطأ في شيء وشعر بالخوف من المؤاخذة... وإذ بأبونا يقول له "إيه رأيك يا أ.وحيد آن الآوان تمسك مجموعة جديدة في منطقة جديدة فقيرة... لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون". أحمر وجه أ.وحيد خجلاً وقال بدون تفكير "أنــا؟؟.. مش معقول أبداً... أنا ما إعترفتش غير من سنتين، وأول مرّة أمسك الأجبية والإنجيل بإنتظام... أنا لسه في حاجات كثيرة ما عرفهاش". إبتسم أبونا وقال له "ماتخفش... اللي إبتدي يكمل، ومتنساش إن قوته في الضعف تُكمل، وأ.فرج هينزل معاك أول كام مرّة لتنظيم الخدمة، وأي مشكلة تبقي ترجع له أو ترجع لي... أنا واثق فيك". خرج أ.وحيد من مكتب أبونا... والدموع في عينيه... ونظر إلي السماء... وقال في سرّه.. "ماستهلش يارب". ولم يعد أ.وحيد... وحيداً، ولم يعد الوقت كافياً... ولم يعد في القلب إلا حب الله وحب الناس... وحب الخدمة |
10 - 02 - 2016, 11:00 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
قصة مميزة
رووووووووووووووعة يا مرمر ربنا يبارك خدمتك |
||||
10 - 02 - 2016, 11:23 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
حلوووو اووووي
ربنا يعوضك |
||||
10 - 02 - 2016, 11:53 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
مشاركة جميلة جداً ربنا يبارك خدمتك |
||||
10 - 02 - 2016, 11:59 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
قصه جميله
شكرا ماجى |
||||
10 - 02 - 2016, 12:56 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
إبتسم أبونا وقال له "ماتخفش... اللي إبتدي يكمل، ومتنساش إن قوته في الضعف تُكمل
ولم يعد في القلب إلا حب الله وحب الناس... وحب الخدمة قصة متميزة اوووووووووووووى ربنا يبارك خدمتك بجد مواضيعك متميزة اوى ميرسى ياماجى ربنا يباركك |
||||
10 - 02 - 2016, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
رووووعه ياماجي ربنا يفرح قلبك
|
||||
10 - 02 - 2016, 02:02 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
+ بعدين معاك ياماجى... مواضيع جميلة للخدمة والإفتقاد ووحيد لم يعد وحيد بل إنشغل مع إخوة الرب فى إزديـاد زيـارات وإفتقــاد ومساعدات وحـلّ المشاكل لكل العبــاد ماأجمل خدمة الرب من كل القلب بحب وفرح وإجتهــــاد شكرا ياماجى ياكبيرة الأمنـاء للموضوع الذى أضـاء الفؤاد يحفظك يسوع نورا ومجـدا ومنارا للضـالين فى كل البـلاد + مرقس إسـكندر مقار |
|||
10 - 02 - 2016, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
خرج أ.وحيد من مكتب أبونا... والدموع في عينيه... ونظر إلي السماء... وقال في سرّه.. "ماستهلش يارب". ولم يعد أ.وحيد... وحيداً، ولم يعد الوقت كافياً... ولم يعد في القلب إلا حب الله وحب الناس... وحب الخدمة روعة روعة يا ماجى قصص مؤثرة اوى ربنا يبارك خدمتك الجميلة |
||||
10 - 02 - 2016, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الوحــدة / الخدمة هي الحل
قصصك جميلة للغاية
وميرسى على القصص الحلوة دى والهادفة فى حياتنا ربنا يفرح قلبك ويبارك خدمتك ياماجى ياسكرة |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخدمة هي الحل |
المرض / الخدمة هي الحل |
الخدمة هي الحل |
الخدمة هي الحل (1) |
الخدمة هى الحل |