شابان فى مقتبل العمر يحيا حياة القصور المنيفة والملوكية الزاهية الا ان شوقا ما فى القلب غربهما عن تلك الحياة ما الذى يمكن أن يحرك من احاطته كل جمالات الحياة وسبل الرفاهية إلى أن يترك إلى ان يشعر بجوع من نوع آخر بعيدا عن أطايب الموائد العامرة باللحوم والنبيذ ؟!
ما الذى كانا يبحثان عنه هل هو حلم فى السراب ام خيال من نبت العقل الرومانسى الباحث عن العالم المثالى ؟؟عما كانا يبحثان او بالاحرى عمن؟؟
لما كان يحبان خلوة الصلاة بعيدا عن أضواء القصر الباهرة بالرغم من أن كل ما يشد الشباب
كان يحيطهما من أموال إلى سلطة إلى نساء إلى نسب ملكى إلى أطعمة إلى قصور ملكية إلى سلطان ممتد...الخ
لماذا اقتطعا من الوقت تلك السويعات القليلة التى كانا يختبئان فيها ليرحلا على قارب آخر وليفردا الشراع نحو عالم آخر أسئلة قد لا يفهمها الكثير من الشباب المعاصر الذى يتألم من فرط ما يجتذبه بعيدا عن تكريس القلب للمسيح
مصادر الالهاء الكثيرة هى الكلمة التى تقفز لتكون المبرر الأول للابتعاد عن جزيرة الصلاة ولكن هناك من كان لهم من المبررات أضعاف تلك ولكنهما اكتشفا مغناطيسية الأبدية فى قلوبهم وجهاها نحو الميناء فانجذبا بقوة وسرعة إليه وهم على الطريق ألقوا بكل ما كان يعرقلهم نحو الذى وجدوا فيه طعم ومعنى الحياة الحقة لم يرتحلا بحثا عن فقر بل عن يسوع
لم يغادر القصور بسبب مشاكل أسرية ولكن لكى يقودا روابطهما
إلى خلف نحو الصداقات بل إلى الوجه الابرع جمالا من بنى البشر
لم يخرجا خلف احد رجال الله ولكنهم على الطريق وجدوا رجال الله فتشربوا منهم كيفية السير على درب الحب حتى نهايته
تغربا فى سوريا ومصر على الموانى وفى قفار الصحراء
كانت تواريهما حتى يذوبا فى الحب الإلهى لم يريدوا ولو للحظة ان يفتقدوا لذة ما خرجا من أجله
عاشا فى شعور الغربة لأنهما عرفا معنى المواطنة السمائية اكتشفا مكانهما ومكانتهما فى قلب الأب وعلى مائدة الحمل
هناك حيث الجمع الذى عرف معنى الحب وزرع على الأرض قبل ارتحاله شجرة مكتوب عليها لقد أحببت
اطلبا عنا أيها الغريبان مكسيموس ودماديوس أمام عرش النعمة
ان نجد الطريق وننال الرحمة الغامرة ونظفر بيقين الحب فنسير على أثر المخلص ونستدفئ باثاركما على الطريق نحو ميناء الملوكية متدثرين برداء البنوة