خبرات فى الحياة لقداسة البابا شنودة الثالث
هناك مفارقات كثيرة فى الحياة فعلى الرغم من إننى بنعمة الله كثيرا ما كنت اجيب بسهولة على أسئلة صعبة
الا إننى فى إحدى المرات وجدت صعوبة كبيرة فى اجابة سؤال سهل فلم تكن الصعوبة فى السؤال وإنما ساحكى لك...
حدث ان احد السفراء من أوروبا دعانى إلى حفل لتكريم رئيس أساقفة بلده الذى كان يزور مصر وقد زارنى فى الدير وكان الحفل لرد الزيارة
وسالتنى زوجة السفير سؤالا وهى امرأة متدينة وديعة جدا
قالت كانت لى قطة فى غاية الجمال والرقة وكنت احبها جدا
وتحبنى وتتبعنى حيثما سرت فى منزلى وتجلس فى حجرى ثم ماتت القطة وحزنت عليها كثيرا وبكيت
وتقابلت مرة مع احد الرهبان وسألته
هل انقطعت علاقتى نهائيا بقطتى ام سوف أراها فى الأبدية
فأجابني اجابة قاسية جدا وجرح شعورى بقوله كلا طبعا حياة القطة انتهت بموتها تماما وليس لها امتداد بعد الموت
ومن الخير لك الا تفكر فيها وقد صدمتنى هذه الاجابة والمتنى ثم نظرت إلى زوجة السفير نظرات متوسلة ونبراتها تدل على الحزن والالم وسالتنى فى رجاء
حقا يا سيدى سوف لا أرى قطتى المحبوبة مرة أخرى بعد موتها ؟؟؟
ومرت على لحظات من الصمت فى حرج شديد وانا افكر واصلى
نحن لسنا الآن فى حصة لاهوت
إنما أمام مشاعر إنسانية رقيقة ليس من السهل أن نجرحها واخيرا فكرت ان أجب على السؤال بسؤال فقلت الم يحدث بعد موتها انك رأيتها فى الحلم ؟؟؟
فعادت ابتسامتها إلى وجهها وقالت نعم رأيتها كثيرا فى احلامى فقلت لها ان بعض الأحلام نعمة يرى فيها الإنسان فى نومه ما يعجز عن رؤيته فى يقظته
من خبرات حياتية لقداسة البابا شنودة الثالث معلم الاجيال