رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رأس السنة مع أسرتي الشهيدين «عيسى ومريم»
في الوقت الذي تحتفل فيه الأسر المصرية بأعياد رأس السنة، تحاصر الأحزان والذكريات بيوتاً وأسراً أخرى، لم يعد هذا العيد وغيره بالنسبة لأفرادها سوى حنين لذكريات عاشوها مع أحبتهم الذين فارقوهم. «المصرى اليوم» عايشت ليلة رأس السنة مع أسرتين ممن فقدوا ذويهم في الأحداث الدامية التي بدأت منذ ثورة 25 يناير، هي أسرة الشهيد عيسى إبراهيم رزق، الذي توفى في أحداث ماسبيرو، وأسرة الشهيدة مريم مكرم، التي توفيت في أحداث جمعة الغضب، أثناء وقوفها في شرفة منزلها أمام قسم الزاوية الحمراء. شارع واحد يجمع بين الأسرتين بمنطقة الزاوية الحمراء، أحداث مختلفة تسببت في فقد أحبتهم، لكن الحزن واحد، و«رأس السنة» بالنسبة للأسرتين تتمثل في الصلوات والدعوات التي يتلونها على روحى الفقيدين. أبو مريم في بيت أسرة الشهيد عيسى تجلس زوجته وأبناؤه خلفهم شجرة الكريسماس، التي يعلقون عليها صور الشهيد. ويقول «مايكل» ابن الشهيد: «الشجرة دى هو اللى اشتراها في 2011، ومن ساعتها ماجبناش غيرها». ويتصادف عيد ميلاد الشهيد مع يوم رأس السنة، ما يزيد أوجاع الأسرة، حيث تقول «آمال»، زوجة الشهيد: «هو كان قريب جداً لربنا، وأكبر كنز تركه لنا هو القناعة، رغم الفقر». ولم يكن لأسرة «عيسى»، خلال زيارة «المصرى اليوم» لها، سوى طلب واحد يتمثل في توفير وظيفة مناسبة لابنهم «مايكل»، الذي لا يجد أي فرصة عمل، حيث تقول «آمال»: «دى أقل حقوق أهالى الشهداء». وحينما تخرج من بيت عيسى، وتتجه للشارع المجاور، تجد منزل أسرة «مريم» البسيط، وبمجرد صعود السلالم، تجد الحوائط مغطاة بصور وأدعية للشهيدة «مريم». «مكرم»، والد «مريم»، لا يجد مفراً في هذا اليوم من الهروب من ذكرياته مع ابنته، في رأس السنة، سوى السجائر، حيث يقف في شرفته، ويتذكر ذلك اليوم الذي استُشهدت فيه. ويقول «مكرم»: «يوم أحداث كنيسة القديسين، قالت (مريم): أنا نفسى أكون شهيدة زيهم، ونالت الشهادة». ورغم سوء الحالة المعيشية للأسرة، ينفق «مكرم» معظم أمواله في طباعة صور لها وتوزيعها على كل معارفه. ويذهب «مكرم» للجلوس بجانب زوجته وشريكة حياته، التي قضت هذا اليوم في البكاء، وهى تقول: «من ساعة ما ماتت مش بقدر أروح الكنيسة في اليوم ده بالذات». وتنتهى الاحتفالات بأعياد رأس السنة بكل ما حملته من بهجة، وأغانٍ، وألعاب نارية، فيما تطفئ أسرتا «عيسى» و«مريم» أنوار عام انقضى، وتستقبلان عاما جديدا بطعم الفراق. هذا الخبر منقول من : المصري اليوم |
|