منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 12 - 2015, 03:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,519

المعرفة الروحية الحقيقية

والمعرفة الروحية الباطلة

المعرفة الروحية الحقيقية
+ توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت (أمثال 14: 12)
+ كل طرق الإنسان مستقيمة في عينيه والرب وازن القلوب (أمثال 21: 2)
+ من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور، وفهيم حتى يعرفها، فأن طُرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون فيها (هوشع 14: 9)
هناك فرق كبير جداً بين المعرفة الروحية بالعقل المستنير بنور استعلان شخص المسيح الرب شمس البرّ شافي النفس ومجددها على صورة ذاته: "ولكم أيها المتقون اسمي تُشرق شمس البرّ والشفاء في اجنحتها؛ ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (ملاخي 4: 2؛ 2كورنثوس 3: 18)، والمعرفة الروحية واللاهوتية العقلية حسب استنارة العقل الطبيعي الناتج عن ذكاء الإنسان واجتهاده الشخصي وتطوره الفكري بكثرة الاطلاع وقراءة الكتب وعمل الأبحاث، وكثرة تجاربه، ومعاشرته لأهل العلم والذكاء والفطنة والاستفادة منهم ومن تجاربهم.

فالأولى فيها رؤية ولمسة شفاء وتغيير حقيقي للنفس، والثانية معرفة مُعتمة مجردة من كل رؤية إلهية ولا يحدث فيها تغيير جذري في أعماق النفس من الدخل على صورة الله في القداسة والحق، ويظل العقل لا يرى ولا ينظر شمس البرّ، بل يظن أنه يرى الله ويعاينه لأنه مملوء من كل معرفة بحثية ومعلومات فكرية.

وطبعاً الأولى لا يُشرط فيها الذكاء أو كثرة المعرفة العقلية، لأنها لا تحتاج سوى الإيمان بشخص الله الكلمة الداعي النفس للقيامة والحياة الأبدية، أي أنها تحتاج استجابة الإنسان لدعوة الله الموجهة لهُ على المستوى الشخصي، وذلك بالتوبة والتمسك بالنعمة التي قُدمت إليه مجاناً بلا ثمن:
"أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه، والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا، هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمراً ولبناً" (أشعياء 55: 1)
فهنا يتوقف الأمر على عطش النفس لله الحي:
"عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجئ وأتراءى قدام الله" (مزمور 42: 2)
"يا الله إلهي أنت، إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء" (مزمور 63: 1)
لذلك نداء الرب كان موجه إلى العطشى: "وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلاً: أن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب" (يوحنا 7: 37)

لذلك فأن المعرفة الروحية الحقيقية الموهوبة لنا حسب قصد الله، التي فيها ظاهر عطش النفس لله الحي، هي المعرفة التي يجب أن نسلك فيها بإرشاد وتوجيه الرب لنا بروحه القدوس: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رومية 8: 14)، لأن هذه المعرفة تقود النفس للكمال حسب قصد الله، لأن المعرفة التي تتلقفها النفس من الله الحي، هي معرفة مُثمرة، لأن الله يزرع بذار كلمته ويغرسها داخلياً في النفس، فيستطيع الإنسان في تلك الحالة أن يطرح عنه كل شرّ بسهولة دون عناء ويقبل الكلمة المغروسة التي تُثمر فيه ثمر البرّ للخلاص:
"كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه... لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شرّ، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسكم" (يعقوب 1: 17 – 18، 21)

والمعرفة الروحية الحقيقية بهذا الشكل هي التي تجعل الإنسان يقتاد بالمثل الإنجيلي للخلاص، أما المعرفة حسب استنارة العقل الطبيعي نتاج القراءات والمعرفة الشخصية والتي قد تكون صحيحة 100%، والتي عادةً يكون فيها الفضول والشوق لمجرد المعرفة وجمع المعلومات هو المُحرك والدافع، فمن طبيعتها أنها تظل حبيسة العقل لا تنزل للقلب أبداً، ولا تتحوَّل لسلوك وحياة، ولا تُثمر برّ ولا قداسة، ولا تؤدي لمعرفة حقيقية لله كشخص حي يغير النفس ويُقيمها من الموت للحياة، بل تظل نظرية فكرية، وقد تخدع الإنسان بشكل معرفة الحق، بدون أن يتأصل في الحق ويحيا بالبرّ والقداسة واقعياً على المستوى الشخصي، ليبدأ في الدخول في معاينة الرب حسب ما تشبع بروح القداسة ونقاوة القلب بفعل عمل كلمة الله الحية الفعالة:
"طوبى للأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله" (متى 5: 8)
"أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به" (يوحنا 15: 3)
"الروح هو الذي يُحيي أما الجسد فلا يُفيد شيئاً، الكلام الذي أُكلمكم به هو روح وحياة" (يوحنا 6: 63)
"لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومُميزة أفكار القلب ونياته" (عبرانيين 4: 12)
"اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عبرانيين 12: 14)
عموماً المعرفة الروحية الحقيقية التي تكلمنا عنها لا تصيح ولا تصرخ، لا تعيب ولا تُقبح، لا تقطع وتعزل، لأنها متشبعة من محبة الله الواعية والتي تفرز بين الغث والثمين، وتميز ما بين الإنسان العطش للبرّ ويبحث عن الماء الحي ليشرب فيحيا فتقدم له خبراتها ومعرفتها بالحق، والإنسان الذي يُريد أن يعرف مجرد معرفة لكي يفتخر بها أو يشاكس بها الآخرين بحجة أنه يعرفهم الحق والطريق الصحيح لأنهم ضالين ومُضلَّلين، أو الإنسان الذي يُريد الشجار والمشاحنات والمنازعات.

لذلك علينا أن نسعى فقط لمعرفة الحق حسب قصد الله لا الناس، ولا نشتهي المعرفة العقلية الغريبة عن القصد الإلهي لخلاص النفس، لأن كل معرفة تغربنا عن الله وتفصلنا عن الواقع العملي المُعاش، هي معرفة شيطانية تُسقطنا في الموت وتورطنا في الخصومة وتجعلنا ننفتخ ونتعالى على الآخرين حتى نصل للاحتكاك حتى المشاجرة بغضب، وقلبنا سيظل قفراً خالياً من كلمة الله المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسنا.
إذاً فلنرفع قلوبنا الآن بشوق عظيم، مُصلين بعطش قلبنا للبرّ، حتى نشبع من يد الله الحي، لأنه يسكب ماء على العطشان بلا ثمن، ويُعطي غذاء قوي للنفس، طالبين أن يثبت قلوبنا معاً بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه آمين (1تسالونيكي 3: 13)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الغنوسية (المعرفة) الحقيقية
المعرفة الحقيقية ليست المعرفة العقلية
المعرفة الروحية الحقيقية
المعرفة الحقيقية بالرب
أهمية المعرفة للحياة الروحية الحقيقية


الساعة الآن 01:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024