ها نحنُ ذا امامك اليوم ايها الربُّ الهنا..
ها نحنُ ذا في قلب هذه الارض، لكنَّ قلوبنا محلِّقةً نحو نجمة السماء...
نحنُ في عُمقِ هذا العالم،
في صخبه،
وصراعاته،
والعنف السائد فيه...
في عمق ظلامه،
ووحشته،
وقساوته،
لكنَّ اعماقنا في بحثٍ عن السلام، والرحمة...
أيامُنا في تسارع، والزمنُ في مسير..
ملءُ الزمانِ يقترب، وساعةَ الرحمة تدنوا منَّا مع اقتراب الولادة،
فها نحنُ ذا امامك اليوم يا ابانا، نُريدُ ان نعيشَ خبرةَ هذه الولادة،
خبرة ميلاد الرجاء،
خبرة الرحمة التي شاءت، فتجسدت فينا،
خبرة الحب الذي ارتضى ان يولدَ بيننا،
خبرة الفرح الحقيقي مع طفل المذود....
نُريدُ أن نتاملَ بهدوء ذاكَ الفرح الذي غمر الحكماء للقاءِ العظيم المتواضع،
وتلك البهجة التي ملأت قلوب الرُعاة لمعاينة المخلص الصغير والفقير،
وذلك التسبيح السماوي الذي رنمته الملائكة مُهللةً المجدَ في العُلى لابن القدوس الذي صارَ إنساناً...
هب لنا يا ربنا ان نستسلِم بوداعةٍ امام طفل السلام ونتأمل عظمتهُ وقدرته الخلاصية،
هب لنا ان نُهيأ في قلوبنا مهداً له بدلاً عن المذود،
ونجعل اعماقنا مغارةً بالحنان ليمكث فيها،
فنتجددُ معه بالفرح،
ونحيا معه بالنعمة الى الابد