قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الان إلى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذى اعلمنا به الرب فجاء وا مسرعين ( لو 15.2-16)
اول ما يلفت النظر فى هؤلاء الرعاة البسطاء الذين كانوا موضع اهتمام السماء هو ايمانهم البسيط فعندما كان الملاك يتحدث إليهم كانوا منصتين ثم عندما سبح جمهور الجند السماوى كانوا مبهورين لكن بمجرد ان مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال بعضهم البعض لنذهب الان إلى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذى اعلمنا به الرب
انهم لم يقولوا لننظر هل هذه الامور هكذا ام لا بل اذا كان ايمانهم بسيطا فأنه لم يكن فى قلوبهم مكان للشك فطالما ان السماء اعلنت ذلك الاعلان فأن السماء لا تكذب مطلقا
لقد قال الرجال الرعاة بعضعم لبعض لنذهب الان ونحن نعلم ان وقت ظهور الملائكة لهم كان ليلا
لكنهم مع ذلك قالوا لنذهب الان لم ينتظروا إلى ضوء الصباح بل كان شوقهم جميعا ان يذهبوا فورا
عزيزى ايوجد وقت تقول عنه انه غير مناسب لخلاص نفسك
هب انك تقرا هذا الكلام فى سكون الليل او فى وقت غير مناسب لاداء عديد من الاعمال فهل هو ايضا غير مناسب لتتجه بقلبك الى الله طالبا البركة والخلاص اذا فاستمع إلى أولئك البسطاء من الرعاة الذين قالوا لنذهب الان
ان أولئك الرجال الرعاة البسطاء المؤمنين اختاروا التوقيت الصحيح وذهبوا إلى المكان الصحيح واتخذوا الاسلوب الصحيح نحو الغرض الصحيح والتوقيت الصحيح هو الان لذلك قالوا لنذهب الان هذا ما يجب ان يكون عليه الحال دائما فى امور الله
والمكان الصحيح هو ذلك المكان الذى حددته كلمة الله قبل مئات السنين .وتاكد تلك الليلة برسالة الملاك اعنى به ( بيت لحم) بيت الخبز لذلك قالوا لنذهب الان الى بيت لحم
اما الغرض الصحيح ..فهو لننظر هذا الامر الواقع الذى اعلمنا به الرب لم يقولوا الذى اعلمنا به الملاك بل اعلمنا به الرب الذى ارسله الملاك
واخيرا فان الاسلوب الصحيح هو السرعة اذا يقول الكتاب فجاءوا مسرعين وكم يسر الله ان يرى فينا الشغف بالامور الروحية