لو 27:6-36
لكني أقول لكم أيها السامعون أحبوا أعداءكم احسنوا إلى مبغضيكم. باركوا لأعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم. من ضربك على خدك فاعرض له الآخر أيضًا ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضًا. وكل من سالك فأعطه ومن اخذ الذي لك فلا تطالبه. وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا انتم أيضًا بهم هكذا. وأن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم فان الخطاة أيضًا يحبون الذين يحبونهم. وإذا أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأي فضل لكم فان الخطاة أيضًا يفعلون هكذا. وأن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأي فضل لكم فان الخطاة أيضًا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل. بل احبوا أعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئًا فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والأشرار. فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم.
هنا نجد نفس تعاليم السيد التي قالها في عظة الجبل، يكررها القديس لوقا ونفهم منها أن نعمل الخير للآخرين دون انتظار مقابل ونرد العداوة بحب وهذا لا يستطيعه سوى من صار في المسيح خليقة جديدة (2كو5: 17).وقد يقول قائل وهل أنا المسيح لأفعل ذلك؟ حقاً يجب أن نعلم أن المسيح يسكن فينا ويعطينا حياته "لي الحياة هي المسيح" في 21:1 + مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَّ غل 20:2. إذاً نقدر بالمسيح الذي فينا.
من ضربك على خدك = نكرر، ليس المفهوم أن لا يدافع المسيحي عن نفسه، بل أن يحتمل بقدر إمكانه وبمحبة الآخر لكي يربحه للمسيح، المطلوب أن يكون الرد بوداعة ولطف وحكمة، فكل موقف له رد، ولكن المفهوم العام هو أن نحتمل ضعفات الآخرين لأجل المسيح، ونحاول جذبهم إلى السلام ونحيا نحن في سلام. والمسيح يضع هنا حكمة ذهبية كما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضًا بهم هكذا = أي لا نرد على إخوتنا بمثل ما يفعلون بنا من شر، بل بحسب ما نحب أن يفعلوا هم بنا.
نحن الآن لا نحيا بحسب الإنسان العتيق، فمثل هذا يحب من يحبه، ويعطى من يرجو منه خيراً أما إنسان العهد الجديد المملوء نعمة فهو قادر أن يحب حتى من يكرهونه ويعادونه.
لم يذكر القديس لوقا موضوع من سخرك ميلًا، فهو مكتوب لليونان والرومان فهذا الموضوع لا يخصهم، فلن يسخرهم أحد.