وشرع سليمان في بناء بيت الرب في أورشليم في جبل المُريا حيث تراءى لداود أبيه حيث هيأ داود مكاناً في بيدر أرنان اليبوسي (2أخ 3: 1)
عندما أراد الله أن يمتحن إيمان إبراهيم، وفي نفس الوقت أن يعطي صورة لمحبته العظيمة التي ستظهر في كونه لا يُشفق على ابنه الوحيد، قاده إلى جبل معين « ذهب إلى الموضع الذي قال له الله » (تك22: 3،9) وفي ذلك المكان بالذات كان يجب أن يبني المذبح الذي يربط إبراهيم إسحاق ابنه عليه، والذي عليه يقدم الكبش بدلاً عنه. ولا يمكن أن يوجد تل أو جبل آخر في فلسطين لائق لذاك العمل لأن المشهد مرتبط بمذبحين آخرين.
فقد تراءى الرب لداود في بيدر أرنان اليبوسي في جبل المُريا. وهناك أمر الرب الملاك أن يغمد سيفه، وقال له: « كفى »، كما قال لإبراهيم من قبل: « لا تمد يدك على الغلام ». وكلا المشهدين يُخبراننا عن الذبيحة التي قد أعدها الله. لقد بنى داود المذبح بسرور، والله أنزل النار، ونقرأ أن « داود رأى الرب قد أجابه » وهذا يوافق ما جاء في تكوين22 « حتى أنه يُقال في جبل الرب يُرى ». فهل كان بطريق الصدفة أن هاتين الحادثتين حدثتا في نفس المكان؟ كلا، ولقد أدرك داود في الحال أن ذلك هو المكان المُلائم لبناء الهيكل. فهنا قد غفر الله له خطيته على أساس النعمة، ثم بدأ حالاً في الاستعداد للبناء، مُشترياً ليس فقط البيدر كما في 2صموئيل24: 24 بل كل المكان كما في 1أخبار الأيام21: 25 .
وقد بنى سليمان الهيكل فعلاً « في جبل المريا حيث تراءى الرب لداود أبيه » وحيث أظهر « يهوه يرأه » ذاته لإبراهيم. هناك وضع مذبح المُحرقة وقدمت عليه ذبائح لا تُحصى. وكما أن إبراهيم وإسحاق « ذهبا كلاهما معا » وفوق منحدرات جبل المريا قال إسحاق: « هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمُحرقة؟ ». هذا السؤال الذي تردد صداه كل أزمنة العهد القديم، ويجد جوابه في الصفحات الأولى من الإنجيل حيث يقول المعمدان: « هوذا حَمَل الله » (يو1: 29،36). وحينما نتطلع إلى الجلجثة، ربما نتساءل: « أين النار؟ » إنها قد استنفذت قوتها وقالت « كفى » مع أن الحكيم يقول: « النار لا تقول كفى » (أم30: 16).
وعندما قُدمت هذه الذبيحة التي هي أعظم من كل الذبائح طراً، أجاب الله مرة أخرى من السماء، ولكن ليس بواسطة نار أو صوت في هذه المرة، بل بشق حجاب الهيكل.