رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القلب نجيس! "9 «اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟! 10 أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ." [9-10]. نطق الرب بهذه الكلمات أولًا لكي يعطي راحة لإرميا النبي الذي كان يئن بسبب سقوط الشعب تحت السبي. كأن الله يقول له: تعالَ وأنظر إلى أعماق القلب الذي أنا وحدي أعرفه، إنه نجيس! إنه مستحق للموت! فالتأديب هو لصالحهم، كي يطلبونني فأنزع عنهم فساد قلوبهم! إذ شرح القديس جيروم هذه العبارة اقتبس القول: "ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم" (تك 6: 5). يرى Holladay أن كلمة "نجيس" هنا كما في ستة مواضع أخرى في العهد القديم من ثمانية (إر 15: 18؛ 17: 16؛ 30: 12، 15، إش 17: 11؛ ميخا 1: 9، أي 34: 6) جاءت بأسلوب طبي، حيث يظهر الإنسان معانيًا من الألم أو الكسر أو الجرح الداخلي، طبيًا لا يمكن علاجه!إنها مشكلة طبية لكنها لا تمس الأعضاء الظاهرة فحسب، بل أعماق الإنسان كما أعماق الجماعة، لأنها تمتد إلى الطبيعة البشرية. جاء السؤال هنا كما في كثير من المواضع في سفر إرميا لا إجابة عليه إلا بتدخل المسيا، إذ يتساءل: "من يعرفه؟" الإجابة: المسيا الذي خلقه وقادر أن يجدده! هو وحده يمكنه أن يدرك ما بلغ إليه حاله، وقادر أن يتدخل للعمل والعلاج. لهذا صرخ إرميا: "اشفني يا رب فأشفى، خلصني فأخلص، لأنك أنت تسبيحتي" [14]. كأن إرميا النبي في محبته لشعبه واتضاعه وصراحته يقول لشعبه: إنني وإن لم أشترك معكم في خطاياكم، لكنني أحسب خطاياكم هي خطاياي، وجرحكم هو جرحي. هذا وإنني لا أتكلم من موقع المعلم المرتفع على تلاميذه والمُبرر في عيني نفسه، بل من موقع الخاطى المجروح المحتاج معكم إلى طبيب ودواء! إلهنا ومخلصنا هو الطبيب وهو البلسان (إر 8: 22) لكم ولي! لقد سبق فتساءل: "هل يغير الكوشي جلده؟ أو النمر رقطه؟" (إر 13: 23). الآن لا يتحدث عن الكوشي أو النمر بل عن الطبيعة البشرية في كل العصور، كما اختبرها النبي في حياته اليومية، وكما رآها في حياة الشعب المحيط به... إنها تحتاج إلى علاج مسياني. يرى R.E. Clements أن كلمات النبي هنا عن القلب أنه نجيس يطابقها نظرة فرويد وتحذيره من قدرة العقل الإنساني على تحقيق خداع النفس، وكما يقول كثير من علماء النفس الحديثين إن الإنسان أقدر على خداع نفسه من خداعه للآخرين. * الله وحده الذي يعرف أسرار الإنسان. اسمع ما يقوله النبي: "أنت وحدك تعرف القلوب" (2 أي 6: 30)، وأيضًا: "الله يفحص القلوب ويملك" (مر 7: 9)، ويقول إرميا: "القلب عميق فوق كل الأشياء، وهو إنسان، من يعرفه؟!" [9]. ينظر الإنسان الوجه، وأما الله فينظر القلب" (1 صم 16: 7). القديس يوحنا الذهبي الفم * معرفة أسرار الناس تخص الله وحده...يقول إرميا: "القلب عميق أعمق من كل الأشياء، إنه إنسان، من يقدر أن يعرفه؟!" [9] (LXX). القديس يوحنا الذهبي الفم وكما يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [يرى أيوب العالم مكانًا يتجرب فيه البشر على الأرض (أي 7: 1) فيتزكون في هذا العالم بالأحزان والأتعاب والغم، وينال كل واحد منهم المجازاة التي تتلائم معه، إذ يقول الله على لسان النبي: "أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطي كل واحدٍ حسب طرقه" [10]]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | القلب المُصاب بعمى الكبرياء |
آرميا النبي | ختان القلب |
آرميا النبي | يعلن الرب لإرميا النبي حدود خدمته |
آرميا النبي | إاتساع القلب بالحب |
آرميا النبي | إصلاح القلب الداخلي |