رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إعلان مَلَكوت السَّمَوات أوصى يسوع رُسُله في الإرسالية الأولى "أَعلِنوا في الطَّريق أَنْ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوت السَّمَوات (متى 10: 7). يخصّص يسوع لمَلَكوت الله المكان الأول في كرازته. فما يعلنه في تخوم الجليل هو بشارة المَلَكوت السعيدة (متى 4: 23، 9: 35)، يدعو مرقس هذا المَلَكوت "مَلَكوت الله"، ويدعوه متى تمشياً مع تقاليد الأسلوب الرَّباني "مَلَكوت السماوات". إن مَلَكوت الله (أو مُلك الله) قد اقترب": ذلك هو الموضوع الأول لكرازة يوحنا المَعْمدان (متى 3: 1) وكرازة يسوع (متى 4: 17). يرتبط موضوع مَلَكوت الله وملك يسوع أحدهما بالآخر أوثق ارتباط، لأن المسيح المَلك هو أبن الله، ذاته ومكانة يسوع هذه في وسط سر المَلَكوت. ملكوت الله هو دخول الله في حياة الإنسان، والإنسان في حياة الله، أي الاتحاد بين الله والإنسان كما يقول يسوع “فها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم " (لوقا 17: 21). إنّه ملكوت القداسة والسّلام. وانطلاقـًا من هذا الاتحاد بالله، ومن السّلام في داخل الإنسان، تبدأ رسالة بناء ملكوت الله في المجتمع البشريّ. وهو ملكوت المحبّة والحقيقة والعدالة والحريّة والتضامن والتكامل. إن مَلَكوت الله حقيقة سرِّية لا يستطيع أن يُطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده. على أنه لا يكشفها إلاَّ إلى المتواضعين والصِّغار، وليس لحكماء هذا العالم وأذكيائه (متى11: 25). والمَلَكوت قائم الآن. ابتدأ التبشير في الملكوت مع يوحنا المعمدان، وافتتح عصر المَلَكوت مع المسيح (متى 9: 37-39)، إنه زمن الحَصَاد (متى 9: 37-39). إلا أن الأمثال عن النمو الزرع (متى 13: 3-30)، حبة الخردل (متى 13: 31-32)، الخميرة (متى 13: 33-35)، الزؤان والزرع الطيب (متى 13: 36-43)، الشبكة (متى 13: 47-50) تدعو إلى مهلة ما بين افتتاح المَلَكوت هذا في التاريخ، وبين تحقيقه كاملاً، فإنما الآن " لا يزال المَلَكوت في خضم جهاد عنيف "مُنذُ أَيَّامِ يُوحنَّا المَعْمَدانِ إِلى اليَومِ مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه"(متى 11: 12)، والقوم يُريدون منعه من الانتشار الذي تؤتيه له الكرازة الإنجيلية. لا يستطيع أحد أن يصير تلميذاً ليسوع، إلا إذا ما اهتدى، واعتنق طابعاً مختارًا ما يقتضي المَلَكوت. فالمطلوب ممن يريد أن يدخل المَلَكوت ويرثه: روح الفقر (متى 3:5) روح الطفولة الروحية (متى 18: 1-4) والجهاد في سبيل مَلَكوت الله وبرِّه (متى 6: 33)، واحتمال للاضطهادات (متى 5: 10). وتضحية بكل ما نملك (متى 13: 44-46)، وكمال أعظم من كمال الفِرّيسيِّين (متى 5: 20)، وبعبارة موجزة إتمام مشيئة الآب (متى 7: 21)، ولاسيما فيما يتعلق بشؤون المحبَّة الأخوية (متى 25: 34). والجميع مدعوِّين، إلا أنهم لن يكونوا جميعاً مختارين: فسيطرد من الوليمة المَدعو الذي لا يرْتدي حُلَّة العُرس (متى 22: 11-14). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|