منذ سقوط أبوينا الأولين آدم وحواء، فقد الإنسان حياة التهليل الدائمة والصادقة بسبب رعبه من عدو الخير. يقول ابن سيراخ: "بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم". وعندما جاء آدم الثاني - السيد المسيح - ظن عدو الخير أنه قادر أن يحطم ذاك الذي هو ينبوع الفرح ومصدر السلام الأبدي. دخل معه في معارك كثيرة وفشل، وأخيرًا قرر الخلاص منه بالصلب، فإذا بعدو الخير يفقد سلطانه. يقول الرسول: "إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه" (كو 2: 15). هذا ما سبق فتنبأ عنه المرتل هنا، قائلًا: "قدامه تذهب نار. وتحرق أعداؤه حوله" [3]. إذ نحمل في داخلنا الله الكلي الحب، بل الحب ذاته، يتقدمنا روح الله القدوس، ويحوط بنار كسورٍ من نار (زك 2: 5). يحرق سهام إبليس الملتهبة نارًا، المملوء عداوة، القتّال. بهذا لا يكون له فينا موضع. ينزع الله عنا روح العداوة، أي روح قوات الظلمة، لتحتل الصداقة الإلهية قلوبنا، فنصير أيقونة المسيح، ويتسع قلبنا بالحب للسماوي وخدامه السماويين كما لكل البشر، إن أمكن!