لذلك فأن الخطوة الأولية (الضرورية والمهمة) وحدها لا تكفي على الإطلاق،
لأنها بداية طريق التوبة، ولا يوجد فيها ثمر، أي أعمال صالحة تتفق مع روح الوصية، ولا قداسة في السيرة حسب قصد الله، وذلك لأنها تعجز تماماً عن أن تصنع برّ الله، فأصبح من الضروري أن نرى مجد الرب وعِظَّمْ خلاصه، لنُقدم توبة من نوع آخر جديد غير توبة تهيئة القلب – بالهروب الكبير من الخطية وأزمنة الجهل – لرؤية بشارة الحياة الجديدة، لأن توبة التمهيد تختلف عن توبة بداية إعلان ملكوت الله وزرعة في القلب، لذلك مكتوب على نحو ترتيب آخر كالتالي، ونبدأها من إنجيل مرقس الرسول لأنه رسخ البداية ونكملها من إنجيل متى:
+ بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله. كما هو مكتوب في الأنبياء: "ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيئ طريقك قدامك. صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة"، الشعب الجالس في ظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور. من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات.