رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيمان أَبَوي مُوسَى «أَخذتْ لَهُ سَفَطًا ... ووَضَعَتِ الوَلَدَ فِيهِ ... علَى حَافَةِ النهرِ» ( خروج 2: 3 ) يُرجع بعض الشـراح ما فعلته ”يُوكَابَد““ عند ولادة مُوسى إلى عاطفة الأُمومة الطبيعية وإلى جمال الطفل. ولكن هذا لا يستند إلى الكتاب المقدس. فالسبب هنا ليس العاطفة، ولا حتى براءة الطفولة، ولكن الإيمان كان هو المُحرِّك الرئيسـي للأحداث. فالرسالة إلى العبرانيين تُخبرنا «بالإيمَان مُوسَى، بعدمَا وُلِدَ، أَخفَاهُ أَبَوَاهُ ثلاثَةَ أَشهُرٍ، لأَنَّهُما رَأَيا الصَّبيَّ جَميلاً، ولَم يَخشَيا أَمرَ المَلكِ» ( عب 11: 23 ). ورسالة رومية تُخبرنا «إِذًا الإِيمَانُ بالخَبَرِ، والخَبرُ بكلمَةِ اللهِ» ( رو 10: 17 )، لذلك نحن نرى هنا أن أبوي موسى قد استقبلوا إعلانًا من الله عن ماذا يجب أن يفعلوا، ولهذا فقد صدَّقوا ما قاله الله. وبناءً على إيمانهم فقد تصرَّفوا. إذن الروعة هنا لم تكن عاطفة يُوكَابَدَ، ولا جمال الصبي، ولكن في الإيمان الذي يُصدّق ما لا يُرى «بالإيمَانِ ... أَبوَاهُ ... رَأَيَا الصَّبيَّ جَمِيلاً (في نظر الله)». والإيمان هو الذي جعلهم يعصون أمر الملك، سواء بإخفاء الطفل، أو وضعه في سفط البرديِّ. والحقيقة أنه لكي تنال نعمة فهذا لا يعتمد على عواطفك الطبيعية أو حتى مشاعرك المُلتهبة، بل يعتمد فقط على الإيمان. حين تأتي الأوامر بأن نفعل شيئًا ما، فلا بد أن نُطيع الرب، ولو على حساب مشاعرنا أو ما نميل إليه. هذا ما فعله إبراهيم حينما دُعِيَ أن يترك أهله وعشيرته وأرض ميلاده، ليذهب إلى أرض لا يعرفها. والسؤال هنا: أين يمكن أن نرى إيمان أبوي موسى؟ الإجابة بسيطة، وهي في التغلُّب على خوفهم من فرعون، وثقتهم في الرب أنه القادر على حماية الطفل. أوَ لم يكن أكبر دليل على قوة إيمانهم في اختيارهم المكان حيث وُضعَ الطفل الصغير؟ بالتأكيد. لقد أخذ أبوا موسى الطفل إلى أبعد بقعة يمكن للفكر الإنساني تخيُّلها! لقد وضعته الأُم بين الحلفاء على حافة النهر، وهذا المكان كان بالفعل حيث يُلقى الأطفال العبرانيين. أَوَ لم يكن هناك مكان أفضل لكي يُوضع فيه الطفل؟! لقد آمنا أن هناك قوة تستطيع أن تحفظه من مياه نهر الموت. ومن المُلاحظ أن عبرانيين 11: 23 يتكلَّم عن إيمان كل مِن الأبوين «بالإيمَان مُوسَى ... أَخفَاهُ أَبَوَاهُ ... ولَم يَخشَيَا أَمرَ المَلكِ». وبينما تُذكر الأُم وحدها في خروج 2 فإن الأب يحظى بتنويه خاص من استفانوس في أعمال 7: 2. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|