رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي، عَلَى السَّكَنى فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ [10]. ما هو هذا اليوم الواحد الذي في ديار الرب سوى يوم الرب العظيم، حيث يدخل بنا إلى دياره الأبدية، كيومٍ واحدٍ بلا ليلٍ. * هذا هو معنى "يوم واحد": ملكوت السموات هو يوم واحد، هناك لا يكون ليل، ولا ظلمة بل نور دائم. من يكون في ملكوت السموات ليومٍ واحدٍ إنما يكون هناك إلى الأبد . * ما يقصده النبي بكلماته: "اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي"، هو: "اخترت أن أكون الأقل في السماء عن أن أكون الأول في هذا العالم . القديس جيروم * إذا كان أحد يعيش في إثم بابل ولا يقدم توبة يكون "هلاكه" أمرًا طبيعيًا. لاحظ كيف أن العهد القديم رغم أنه مترجم من العبرية إلى اليونانية، إلا أنه قد نجح جيدًا في التعبير عن الكلمات وتوضيح الفروق بينها إلى حد كبير. فلقد قال على سبيل المثال: "اخترت أن أصير مرفرضًا (مطروحًا) في بيت إلهي الخ" (مز 84: 10). فهو لم يقل: "اخترت أن أصير مطرودًا". ونفس الشيء بالنسبة للآية التي نفسرها، فهي لم تقل: "لا تصيروا مرفوضين بإثمها" بل: "لا تصيروا مطرودين (لا تطردوا) بإثمها" . العلامة أوريجينوس * يشتاق البشر إلى آلاف الأيام، ويريدون أن يعيشوا هنا عمرًا طويلًا. ليتهم يستخفون بهذه الآلاف من الأيام، ويشتاقون إلى يومٍ واحدٍ، الذي لا يشرق ولا يغيب، يوم واحد، يوم أبدي، ليس له أمس، ولا يضغط عليه غد. ليتنا جميعًا نتوق إلى هذا اليوم. ماذا نفعل بهذه الأيام الألف؟ لنذهب من الألف يوم إلى اليوم الواحد. لنسرع إلى ذاك اليوم الواحد، إذ نذهب من قوةٍ إلى قوةٍ . * "اخترت لنفسي أن أُطرح في بيت الله ، أفضل من أن أسكن في مظال الأشرار" (مز 84: 10 LXX) لقد وجد وادي البكاء. وجد التواضع الذي به يقوم. أنه يعرف أنه إن أقام نفسه سيسقط، وإن تواضع يرتفع. لقد اختار أن يُطرح لكي ما يرتفع.. لقد اختار ألا يكون إلا في بيت الرب، في أي موضع فيه، فلا يكون خارج العتبة . القديس أغسطينوس * (بخصوص الثلاثة فتية القديسين) لا تكلموني عن الكرامة التي كانوا يحوزونها في البلاط الملكي، لأنهم إذ كانوا أبرارًا وصدّيقين كانوا يختارون ألوفًا من المرات ثروتهم الضئيلة في بيتهم الأبوي والتمتع بخيرات الهيكل. وكان كل منهم يقول مع النبي: "إن يومًا في ديارك خير من ألف، فاخترت الوقوف على عتبة بيت إلهي على السكنى في خيام المنافقين". فكانوا يختارون ألف مرِة أن يعيشوا في بيوتهم على أن يملكوا في بابل . * أسألكم أن تتأملوا كيف كان إبراهيم محبًا للسلام والهدوء، تجتذبه العبادة الإلهية على الدوام. يقول النص (تك 13: 3) إنه نزل إلى ذلك الموضع الذي بنى فيه قبلًا المذبح (بيت إيل). بدعوته اسم الله بحق حقق مسبقًا قول داود: "اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكنى في مساكن الأشرار" (مز 84: 10 LXX). بمعنى آخر كان يفضل العزلة التي تتحول إلى استدعاء اسم الله عن المدن. فوق الكل، عرف تمامًا أن عظمة المدن لا في جموع السكان بل في فضيلة القاطنين بها. لهذا فإن البرية أيضًا صارت مفضلة جدًا عن المدن، مزينة كما بفضيلة البار، وهكذا صارت أعظم تألقًا من العالم كله. القديس يوحنا الذهبي الفم * قال القديس أثناسيوس الجليلإن العبادة الموسوية الناموسية قد امتد زمانها ألف سنة منذ زمان سليمان وبناء الهيكل إلى حضور المسيح. فإذا قال النبي إن يوم الأحد الذي فيه كانت قيامة ربنا يسوع المسيح من الأموات هو أفضل من آلاف الشريعة العتيقة. لأن ذلك اليوم يُقال أنه يوم ديار الرب، به تبتهج كنائس الله. الأب أنثيموس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|