رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العاصفة والمطر لأَنَّهُ يَجْذِبُ قْطَرَاتِ الْمَاءِ. تَسُحُّ مَطَرًا مِنْ ضَبَابِهَا [27]. يقدم أليهو مثلًا عمليًا يعيشه الإنسان، خاصة في ذلك العصر، وهو كيف يتبخر الماء من البحر ثم ينزل كمطرٍ يُستخدم في الزراعة، وأيضًا ظهور الأعشاب التي ترعى عليها الأغنام. الله بحكمته يسحب البخار ليصير سحابًا تحركها الرياح يحول السحاب إلى أمطارٍ تُسقط نقاطًا صغيرة ليحيا الإنسان والحيوان. *ذاك الذي خطط كل شيء بميزانٍ وقياسٍ؛ الذي بحسب قول أيوب يحصي قطرات المطر (أي 36:27 ) [LXX]، يعلم إلى أيّ مدى يبقى عمله، وإلى أيّ مدى يسمح للنار أن تبيد (العالم). القديس باسيليوس الكبير * يوجد نوعان من الأبرار في هذه الحياة. أولئك الذين يعيشون باستقامة ولا يعلمون شيئًا، والذين يعيشون باستقامةٍ ويعلمون حسب ما يعيشون. وذلك كما في وجه السماء بعض الكواكب تأتي ولا يتبعها عواصف، وكواكب أخرى تأتي وتسقط مياهًا على الأرض العطشى بأمطار غزيرة.غالبًا ما يوجد أشخاص في الكنيسة المقدسة يعيشون باستقامة، لكنهم لا يعرفون كيف يكرزون بالاستقامة، إنهم بالحق كواكب، لكنهم يظهرون في جو جافٍ. يمكنهم أن يقدموا نورًا للآخرين بمثال حياتهم الصالحة، لكنهم لا يمطرون بكلمة كرازتهم ويوجد أشخاص آخرون يعيشون باستقامة ويمطرون هذه الاستقامة على آخرين بكلمة الكرازة، فتظهر الكواكب في السماء وتجلب أمطارًا تغير الغير باستحقاقات حياتهم ويمطرون حسنًا بكلمة الكرازة. ألم يظهر موسى ككوكبٍ للمطر؟ الم يظهر في هذه السماء...؟ ألم يظهر إشعياء ككوكب للمطر، هذا الذي سبق فرأى نور الحق وتمَسك به، وروى جفاف عدم الإيمان بإعلان كلمة النبوة؟ عندما استبعد الرب الأنبياء أرسل الرسل يحتلون موضعهم، ليمطروا مثل دوامات بعد أن توقفت الكرازة بالناموس الخارجي (الحرفي)، عندما انسحب الآباء القدامى... قيل بإرميا عن رفض اليهودية: "كواكب المطر توقفت ولم يعد بعد مطر متأخر" (راجع إر 3: 3). البابا غريغوريوس (الكبير) * منذ فترة قليلة اجتاحتنا السيول متأخرًا وأهلكتنا. أحصِ قطرات الأمطار التي سقطت على هذه المدينة وحدها. لا بل أقول إن استطعت فأحصِ فقط القطرات التي سقطت على منزلك، وليس على المدينة، لمدة ساعة واحدة! إنك لا تستطيع!إذن فلتعرف ضعفك، ولتعلم من هذه اللحظة قدرة الله "المحصي قطرات الأمطار" على المسكونة كلها، ليس الآن فقط، بل خلال كل الأزمنة. والشمس هي من صنع الله. ومع عظمتها هي أشبه بنقطة وسط السماء. تأمل الشمس، وبعد ذلك تفرّس في رب الشمس مندهشًا. "لا تطلب ما يعييك نيله، ولا تبحث عما يتجاوز قدرتك، لكن ما أمرك الله به فيه تأمل" (ابن سيراخ 3: 22). القديس كيرلس الأورشليمي الَّذِي تَهْطِلُهُ السُّحُبُ وَتَقْطُرُهُ عَلَى أُنَاسٍ كَثِيرِينَ [28]. جاء في الترجمة السبعينية: "الأمطار تنزل، والسحب تغطي بظلالها جموعًا من الناس. لقد عُين للحيوانات أن تعرف تدبير مساكنها. عند التأمل في هذه الأمور، أما يتحرك عقلك، ويتهيأ قلبك ليترك جسمك؟" إذ تتقبل السحب البخار الصاعد نحو السماء ترده قطرات أمطار تنزل على جموع كثيرة لنفعهم. هذا الأمر الذي يحدث بكثرة في العالم يتحقق دون أن يفكر فيه البشر، وهو أحد القوانين الطبيعية التي لا تُعد، وضعها الله لأجل نفع الإنسان والحيوان. لقد وهب حيوانات البرية أن تعرف مساكنها، حيث توجد مياه خلال الأمطار أو الينابيع، مع أنها ليست كائنات عاقلة، قادرة على التفكير والتخطيط. * "الذي تهطله السحب" [28]... في الكتاب المقدس تشير السحب أحيانًا إلى الناس المتقلبين، وأحيانًا إلى الأنبياء، وأخرى إلى الرسل. يعبر سليمان عن تقلب الفكر البشري بقوله: "من يرصد الريح لا يزرع، ومن يراقب السحب لا يحصد" (جا11: 4). إنه يدعو الروح النجس "ريحًا" والذين يخضعون له "سحبًا"، هؤلاء الذين يدفعهم إلى الوراء والأمام، إلى هنا وهناك، إذ كثيرًا ما تتعاقبهم التجارب في قلوبهم من عواصف الاقتراحات... أيضًا يقصد بالسحب الأنبياء، كما قيل بالمرتل: "ظلمة المياه في سحب الهواء" (راجع مز 18: 11)، أي أن الحكمة المخفية في الأنبياء. يُقصد أيضًا بالسحب الرسل كما قيل بإشعياء: "أوصي الغيم أن لا يُمطر عليه مطرًا" (إش 5: 6). إنهم كواكب، إذ يشرقون باستحقاقات حياتهم، وهم سحب إذ يروون أرض قلوبنا الظمأ بمجاري المعرفة السماوية. لو لم يكونوا سحبًا ما كان النبي يقول عند تطلعه إليهم: "من هم الطائرون كسحابٍ" (إش 6: 8)... "وتغطي كل شيء من فوق" [28]. عندما يغطي السحاب الهواء من فوق، فإننا إن رفعنا عيوننا إلى السماء، لا نرى السماء بل السحاب... لأننا جسدانيون عندما نسعى أن ننال السماويات، نرفع أعيننا إلى السماء، كأن نظرنا مرتبط بالأمور الجسدية، فنزيد بها أن نتعلم الروحيات. ولكن لا يُسمح لتعقلنا أن يعبر فوق الأمور الإلهية ما لم تتشكل أولًا بأمثلة من قديسين سابقين، لذلك فإن أعيننا كأنها تتطلع إلى السماء، لكنها ترى مما من خلال السحاب. أنها تطلب أن تدرك الأمور الخاصة بالله لكنها بالجهد تقدر أن تعجب بالأمور المعطاه للبشر. انظروا، فإننا ملتهبون بالغيرة نحو التكريس للرب وحبه، لكن نتشكل في هذا التكريس والحب بتأملنا في هذه السحب. فمن هو مكرس مثل بطرس؟ ومن هو مملوء حبًا مثل يوحنا؟ إننا نتغطى أيضًا بحياة الآباء (إبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف وموسى ويشوع وصموئيل وداود) مثل سحب تنتشر فوقنا، حتى نُروى وننتج ثمارًا وفيرة. ونحن نرى أولًا السحب عندما نتطلع إلى السماء، إذ نرى أولًا بعجبٍ أعمال الصالحين وبعد ذلك نتعمق بخبرتنا في الأمور السماوية. لكن حياة وفضائل هذه السحب، أي هؤلاء الآباء القدامى، ما كانت تُفتح لنا ما لم توضحها لنا سحب أخرى، أي الرسل، وذلك بنور كرازتهم. البابا غريغوريوس (الكبير) فَهَلْ يُعَلِّلُ أَحَدٌ عَنْ شَقِّ الْغَيْمِ، أَوْ قَصِيفِ مَظَلَّتِهِ؟ [29] يتساءل أليهو: "من يقدر أن يفهم سرّ انتشار السحب" وضوضاء مظلة، أو صوت الرعد؟ (مز 18: 11، إش 40: 22؛ مز 105: 39). في بدء التاريخ لم يكن الإنسان قادرًا على فهم الأسباب التي تكَّون السحب، ونزول الأمطار. الآن مع تقدم العلم اكتشف الإنسان بعض هذه الأسرار، فازداد انبهاره بالخالق العجيب، كما أدرك أنه مهما بلغ من العلم يصعب بل ويستحيل عليه السيطرة على الظواهر الطبيعية. هُوَذَا بَسَطَ نُورَهُ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ يَتَغَطَّى بِأُصُولِ الْبَحْرِ [30]. يرى اليهود في السحب والرعود والبرق عجائب تشهد لقدرة الله ورعايته. هذه الظواهر تبدو كأنها مظلة الله أو خيمته. تنتشر السحب في السماء، ويظهر النور أو البرق منتشرًا أيضًا إلى لحظات. وكأن هذه الظواهر تكشف عن أمورٍ عجيبةٍ تبدو مضادة لبعضها. فالسحاب المنتشر يبسط ظلالًا على الأرض، والبروق التي تحدث بسبب السحب تبسط أنوارًا تخترق السحب. السحب الكثيفة مع البرق تقدم صورة مثيرة ومبدعة. يرى المرتل في السحب الكثيفة والبرق أشبه بثوبٍ سماويٍ مبدعٍ، فيقول: "اللابس النور كثوبٍ، الباسط السماوات كشقةٍ، المسقف علاليه بالمياه، الجاعل السحاب مركبته، الماشي على أجنحة الريح" (مز 104: 2-3). بينما يكشف الله عن سقوط الأمطار خلال البروق المنيرة إذ به يغطي أعماق البحار بفيض الأمطار التي تسقط وتصب في البحار كما لو كانت تغطي أعماقها. تمتد يد الله للعمل في الأعالي في السماء وسط السحب الكثيفة، وعلى الأرض حيث تهطل الأمطار، وفي أعماق البحار. هو ضابط الكل. * "إذ ما نشر السحاب كخيمته، وأضاء بنوره من فوق، فإنه سيغطي أيضًا البحر" ينشر الرب سحابه، وذلك عندما يفتح طريق الكرازة لخدامه، ينشرهم في كل اتجاه في كل المسكونة. حسنًا يقول: "كخيمته"، لأن الخيمة عادة تُنصب في الرحلة. وعندما أرسل المبشرون القديسون إلى العالم، صنعوا طريقًا لله. في هذه الرحلة، خيام الله هي قلوب القديسين، هذه التي يتغطى بها في الطريق أثناء الراحة... هذه السحب الآن بحق تُدعى خيمته، لأن الله إذ يأتي إلينا بنعمته يحتجب في قلوب كارزيه؟ البابا غريغوريوس (الكبير) لأَنَّهُ بِهَذِهِ يَدِينُ الشُّعُوبَ، وَيَرْزِقُ الْقُوتَ بِكَثْرَةٍ [31]. يستخدم الله السحب والأمطار والندى والعواصف والزوابع والرياح والأعاصير (هيراكين) والتورنيدو (إعصار) والرعد والبرق والجفاف والطوفان للتأديب من أجل حنوه على الإنسان وبنيانه. وهذه عينها يستخدمها الله ليقدم للبشرية وللحيوانات طعامًا وشرابًا بفيضٍ. يقول المرتل: "كللت السنة بجودك، وآثارك تقطر دسمًا. تقطر مراع البرية، وتنطق الآكام بالبهجة اكتست المروج غنمًا، والأودية تتعطف برًا، تهتف وأيضًا تغني" (مز 65: 11-13). وكما يقول الرسول بولس: "مع أنه لم يترك نفسه بلا شاهد، وهو يفعل خيرًا، يعطينا من السماء أمطارًا، وأزمنة مثمرة، ويملأ قلوبنا طعامًا وسرورًا" (أع 14: 17). * "لأنه بهذه يدين الشعوب، ويرزق القوت لكثيرين من القابلين للموت" [31]. بواسطة كلمات المبشرين، أي قطرات السحب، وبواسطة برق المعجزات، بلا شك يدين الله الشعوب، إذ يدعو قلوبهم المرعبة للتوبة. فإنهم إذ يسمعون الأمور السماوية، وعندما يصغون للأعمال المعجزية يرجعون في قلوبهم ويحزنون على شرورهم السابقة، ويخشون العذابات الأبدية... البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ماذا إذن عن ذاك الذي أجاب أيوب من العاصفة والسحاب |
أيوب | الله في العاصفة |
أيوب | جاء وصف أليهو لقوة الله في العاصفة |
ايليا والمطر |
صديقتي والمطر..!! |