رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحد الشعانين كيف يحتفل المسيحيّون بالشعانين؟ كيف يحتفل المسيحيّون بالشعانين؟ تحتفل الكنائس الغربية بعد غد الأحد، بأحد الشعانين، وهو عيد مميّز يسبق عيد القيامة بأسبوع. وقد التقينا – في هذا الشأن – المهندس ناصر شقّور، المكلّف برئاسة لجنة العائلة، والمعدّ لنشرات الآحاد والأعياد في كنائس الأبرشية العكّاوية. – ما معنى كلمة شعانين؟ – كلمة شعانين تأتي من الكلمة الآرامية أو العبرانية “هوشعنا” والتي تعني يا ربّ خلّصنا. ومنها اشتُقّت الكلمة اليونانية “أوصنّا”، حيث إنّها الكلمة التي استخدمها في الإنجيل المقدّس الرُّسُل والمبشّرون في عهود المسيحية الأولى. كما أنّها الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم وهم يهتفون عند استقبال السيّد المسيح في ذلك اليوم. – كيف استقبلت الجموع يسوع في هذه المناسبة؟ – خرجت الجموع لاستقبال موكب يسوع وهو في الطريق إلى أورشليم. ويسمّى أحد الشعانين، أيضًا، بأحد السُّعَف وعيد الزيتونة، لأنّ الجموع التي لاقته كانت تحمل سُعَف النخل وأغصان الزيتون المزيّنة، ولذلك تعيّد الكنيسة وهي تحمل سُعَف النخل وغصون الزيتون رمزًا لهذا الاستقبال. – من أين بدأ موكب يسوع بدخوله إلى أورشليم؟ – بدأ من بيت عنيا، وهو بيت فاجي اليوم، على جبل الزيتون، وكان هناك في بيت صديقه ألعازر الذي أقامه من القبر بعد ثلاثة أيام، فطلب أن يُحْضروا له جحشًا، وهو ابن الأتان، كي يركب عليه من هناك وينزل بانحدار جبل الزيتون، حتّى الوادي ثمّ صعد إلى أورشليم. – لماذا ركب يسوع على الجحش، وليس على الحصان، مثلًا؟ – كان الحمار وسيلة النقل الشائعة، لأنّ الحصان كان يُستخدم للجيوش والقادة كوسيلة للحروب، بينما الحمار هو رمز الوداعة والتواضع والفقر والخضوع لمشيئة صاحبه، وقدرته على تحمّل الصعاب والمشقّات. – وتقدّمت الجموع في تلك الطريق وهي تهتف “هوشعنا”. فهل لا تزال هذه المسيرة تتجدّد كلّ عيد؟ – نعم، إنّهم يحملون تشكيلة منوّعة من سُعَف النخيل المزيّنة بألوان مميّزة، وينطلقون من بيت فاجي على المنحدر الشرقيّ لجبل الزيتون، قبل الانتقال على الطريق المنحدرة باتجاه المدينة المقدّسة. ويسير المشاركون وخصوصًا الرهبان والآباء الفرنسيسكان، معًا، نحو بوابّات القدس، وهم يرنّمون ويرقصون تأكيدًا على وجودهم في أرض الإنجيل الخامس. وينضمّ إلى الموكب حجّاج قادمون من كلّ العالم. ويقضون معظم النهار في هذه المسيرة. ومع حلول المساء يمرّ الموكب الاحتفاليّ عبر باب الأسباط في البلدة القديمة في القدس، ويصل إلى كنيسة القدّيسة حنّة، حيث يُلقي بطريرك اللّاتين أو القائم بأعماله عظته ويبارك المحتفلين. – لماذا حملوا سُعَف النخيل وأغصان الزيتون؟ – استقبل الشعب يسوع أحسن استقبال، فارشين ثيابهم وأغصان الزيتون والنخيل. وترمز أغصان النخيل أو السُّعَف إلى النصر؛ أي أنّهم استقبلوا يسوع المسيح كمنتصر، بل كملك. لأنّ الشعب أراده ملكًا عليهم في مسعًى للتغيير. والانتصار كان على الظلم والقهر للشعب. أمّا أغصان الزيتون فهي ترمز إلى السلام. – عندما نقرأ أيقونة الشعانين نلاحظ الرموز واضحة بين الشعب من جهة وزعمائه من جهة أخرى. – صحيح، نلاحظ الشعب منحنيًا، في حركة دائرية، بينما رؤساء الكهنة والقيادة الرسمية يظهرون منتصبين كجزء من الجدران وحجارة لا تتحرّك. ونلاحظ في الأيقونة بهجة الانتصار وفرحة قدوم الملك. وهذا الملك المتواضع يدخل بدون جنود وعساكر، بل يمشي الحمار على ثياب الشعب وسُعَف النخل، وهو يحطّم مفاهيم العظمة والكبرياء والعنفوان. – هناك أبعاد روحية لهذا العيد، الذي هو تهيئة لعيد القيامة. – نعم، يدخل يسوع في هذا العيد ملكًا ليملك، ومخلّصًا ليخلّص، ويطهّر قلوبنا ويسكن فيها. اليوم يسير في موكبه بين أحبّائه. فمن هم الذين فرشوا ثيابهم في الطريق سوى الذين هم على مثال القدّيسين، ومن هم الذين زيّنوا الطريق أمام الربّ بأغصان الشجر وسُعَف النخل سوى القدّيسين الذين أضاءت فضائلهم بمحبّته. ومن هم الذين أعطوه الجحش ليجلس عليه كعرش يحمل الملك سوى الذين يقدّمون كلّ يوم حياتهم ورغباتهم ليملك عليها. – كيف يجب أن نحتفل بالعيد؟ – يُعتبر هذا العيد عيدًا شعبيًّا لأنّه يعتمد على مشاركة الشعب. وبمشاركة الأطفال، كأنّ الأهل يقدّمون أطفالهم إلى الهيكل ويرمزون إلى البراءة والتواضع، والحياة الجديدة التي سيعيشونها. ثمّ نحمل سُعَف النخيل التي نجدّل منها أشكالًا جميلة، وكذلك الشمعة التي ترمز إلى النور، نور المسيح يضيء للجميع. وقديمًا كانوا يزيّنون النخيل أو أغصان الزيتون باللوز الأخضر، وبأزهار الشبرق الجميلة. – كيف يحتفلون بالشعانين في العالم؟ – كثير من الشعوب في الأرض تحتفل بهذا العيد كلٌّ على طريقته، وأشهرها مسيرة الفرنسيسكان التي ذكرناها، ثمّ الهند، وهناك مقاطعة على سفوح جبال الهملايا تسمّى “كيرالا” تشتهر بزراعة الورد المميّز، الذي يُستخرج منه عطر الناردين، والذي سُكب على قدمي يسوع. فيرشّون هذه الورود في الكنيسة في أثناء القدّاس، ويقومون بالرقص ورشّ العطر. أمّا في فنلندا فيرتدون ثيابهم البيضاء الجديدة، وخصوصًا الأولاد منهم، ويطوفون في الشوارع والحارات ويطرقون الأبواب ليجمعوا الحلويات، وبالتالي يوزّعونها بعد القدّاس. وفي إسبانيا، يجفّفون سُعَف النخل ويثنون رؤوس السُّعَف ويسيرون تحتها في أثناء دور الشعانين، وكأنّها مظلّة تظلّلهم وهم في حالة السلام والاطمئنان. وفي الفيلـï*™ـين يأتون بحمار إلى ساحة الكنيسة ويركب عليه الكاهن أو الأُسقف في أثناء دورة الشعانين، التي يطوف فيها أنحاء البلد، والأولاد يرتدون ثيابهم الزاهية والمزركشة وهم ينثرون الورود أمام مسيرة يسوع. – هل احتفل العرب قديمًا بهذا العيد؟ – نعم، كان العرب قديمًا يحتفلون بهذا اليوم وقد سُمّي “يوم السَّباسِب”، وهو مذكور في عدّة مصادر. والشاعر الكبير النابغة الذبيانيّ ذكره حيث قال: “رِقاق النِّعال طيّبٌ حُجُزاتهم \ يُحيّون بالرّيحان يوم السباسب” ويوم السباسب – كما يذكر بعض المؤرّخين – كان عيدًا للمسيحيّين يُعرف باسم عيد الشعانين، والسَّباسِب جمع سَبْسَب : شجر يُتّخذ منه السّهام، وقيل هي القفار والمفازات. – أشكرك على هذه المعلومات وكلّ عام وأنتم بخير! – أتمنّى شعانين مباركة للجميع! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|