رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأكده من مراحم الله أَبِكَثْرَةِ قُوَّةٍ يُخَاصِمُنِي؟ كَلاَّ! وَلَكِنَّهُ كَانَ يَنْتَبِهُ إِلَيَّ [6]. حقًا من يقدر أن يدخل في خصومة مع الله، إذ مكتوب: "ضعف الله أقوى من الناس" (1 كو 1: 25)؟ ومع هذا فإن الحوار معه أفضل من الحوار مع بني البشر، لأنه يهتم بالمشتكي، ويصغي إليه كأبٍ مترفقٍ بابنه. وإن كان حازمًا، لكنه مع الحزم يعلن عن أبوته الحانية للابن المجروح بالتجارب والضيقات. آمن أيوب أن الله القدير لن يرهبه، حتى في محاكمته ومحاورته لن يستعرض كمال جلاله وعظمته، بل يتنازل ويظهر له قدر ما يحتمل، حتى يمكنه الحوار معه. لن يكون عنيفًا معه، فإنه ليس كبني البشر. إنه طويل الأناة، وينصت لمن يصرخ إليه، ويشدده ويشجعه. يهبه القوة، ويدخل معه في صراعٍ لا ليهزمه بل ليهبه النصرة، وكما قيل عن أبينا يعقوب: "بقوته جاهد مع الله. جاهد مع الملاك وغلب، بكى واسترحمه، وجده في بيت إيل، وهناك تكلم معنا" (هو 12:3-4). حقًا إن من ذاق العِشرة الحقيقية مع الله لا يكف عن اللقاء معه، إذ يدرك حنوه وطول أناته وتنازله من أجل محبوبه الإنسان، قائلًا مع أيوب البار: "أبكثرة قوة يخاصمني؟ كلا! ولكنه كان ينتبه إليَّ" (أي 23: 6). * لقد ظنوا أن حملي الخفيف ثقيل جدًا، لكنني انحنيت إليهم، تاركًا ملكوت السماوات، لكي آكل معهم، متخذًا الشكل البشري. بل بالأحرى أعطيتهم جسدي طعامًا: كنت لهم طعامًا وشريكًا معهم في المائدة. القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|