يدل إنجيل شِفاء الَأعْمى مُنذُ مَولِدِه إلى مسيرة إيمانه بين الشك واليقين، بين ضعفه وقوته، نظرته السطحيّة والباطنيّة، وذلك من خلال نظرة وحوار مع يسوع. وكما أمنت المرأة السامرية التي ترى المسيح المنتظر في الرجل الذي يتحدث معها قائلا "أنا هو، أنا الذي يكلمك" (يوحنا 4: 26)، كذلك آمن الرجل الَأعْمى مُنذُ مَولِدِه عندما وجّه له يسوع كلمته الأخيرة: أتؤمن أنت بابن الإِنْسانِ؟" فقال: "آمنت، يا رب" وسجد (يوحنا 9: 35-38). لقد سمع يسوع وآمن وسجد، غسل وجهه فرأى، ولم يستردَّ بَصَر عينيه فحسب، إنَّما بصيرة قلبه، فتغيّرت حياته، إذ أعلن إيمانه بالمسيح: إنسانا فنبيّاً ثم ربّاً وأخيرا ابن الإِنْسانِ. فنظرة يسوع لقلب الَأعْمى، حملت الإيمان لقلبه فتغيرت حياته ونال نعمة "الرؤية" الحقيقية لذاته ولله وللآخر.
من كان َأعْمى لديه يقين واحد فقط: إنّه كان أعْمى وها هو يُبصر الآن (يوحنا 9 :25). عبر الأعْمى من الجهل إلى المعَرَفَة خلال مسيرة إيمانيّة بسبب اللقاء مع نُور المسيح الذي غيّر حياته. إنّه اليقين الوحيد للمؤمن بيسوع. كذلك ثقتنا بأنّ اللقاء مع يسوع غيّر وسيغّير حياتنا فنعبر من جهل الظلمات إلى نُور الإيمان.