رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس إيريناوءس ايريناؤس هنا يختلف عن التطور الذي حدث في الرمزية المسيحية فيما بعد، إذ أنه ينسب الأسد هنا إلى القديس يوحنا، والنسر إلى القديس مرقس، بينما صار الأسد فيما بعد رمزا للقديس مرقس والنسر للقديس يوحنا المحلق في سماء اللاهوتيات. وفى تحديد قانونية الأسفار، يؤكد ايريناؤس على ضرورة وأهمية السمة الرسولية لهذه الأسفار، أي حقيقة أن الرسل أو خالفاءهم هم الذين كتبوها، وبالتالى يمكن الثقة في أنها تتضمن الشهادة الرسولية، وبينما كان الهراطقة يقدمون تفسيرات ومعان الكتاب المقدس مختلفة عن تلك التي اقرتها وحددتها الكنيسة، كان ايريناؤس مقتنعا بأن الكتاب المقدس لو قرئ ودرس ككل، سيكون تعليمه واضحا بذاته لا يحتاج إلى تفسير، والهراطقة أخطأوا في تفسيرهم لأنهم- متناسيين وحدته الجوهرية- اعتمدوا فقط على بعض الصفحات وأعادوا ترتيبها لتتناسب مع أفكارهم الخاصة لكن الكتاب المقدس يجب أن يفسر في ضوء الاعلان الأصلى نفسه، لذا كانت الكنيسة وحدها هي التي تستطيع أن تفسره تفسيرا صحيحا، لأن فيها استمر التقليد الرسولى، الذي هو المدخل للكتاب المقدس، نقياً صحيحا ، وهكذا، للكنيسة الصوت القاطع الحاسم في تفسير الكتاب المقدس، لأن كتابات وأسفار العهد القديم والجديد هي مثل أشجار في حديقة الكنيسة التي تغذينا بثمارها: "يجب علينا إذن أن نتجنب عقائدهم (الهرطوقية) ونحذر لئلا نجرح منهم، ونهرب إلى الطنيسة ونتربى في حضنها ونتغذى بكتاب الرب، لأن الكنيسة غرست كفردوس في هذا العالم، لذا يقول روح الرب "من جميع شجر الجنة تأكل أكلا" أي كل (أنت) من كل كتاب الرب، لكن لا تأكل مع أي فكر أو عقل منتفع مغرور أو تقرب أي إنشقاق هرطوقى". . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|