ولما وصَّل أندراوس أخاه بالمسيح، نقرأ «فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ» (يوحنا١: ٤٢)، فالمسيح لم يسأل سمعان مثل أخيه، لكنه فاجأه بتغيير اسمه إلى صفا (بالأرامية)، أو بطرس (باليونانية)، وكلاهما يعني صخرة، وهو أمر عجيب جدًا!!
ومن يقرأ الأناجيل، سيكتشف أن صفات شخصية سمعان أبعد ما يكون عن صفات الصخرة؛ حيث القوة والمتانة والثبات؛ فهو شخص حمراوي سريع الانفعال، وأغلب تصرفاته مندفعة ومتهورة، ويفكّر في الشيء بعد أن يقوله، والفعل بعد أن يفعله، وهذا أوقعه في مشاكل كثيرة.
فسمعان هو من انتهر المسيح - عندما تكلم عن الصليب - مندفعًا: «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» (متى١٦: ٢٢)، وسمعان من نراه في جثسيماني متهورًا «ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى» (يوحنا١٨: ١٠)، وسمعان من قال للمسيح مُتحمسًا: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا» (متى٢٦: ٣٣).