المسيح هو الشخص الوحيد الذي انتصر على إبليس، في التجربة الثلاثية، وهي: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة (متى٤ ولوقا٤). انتصر عليه في البرية، كما وانتصر عليه في بستان جثسيماني. على أن الانتصار الأكبر كان هناك في الصليب، عندما ظن الخصم أنه بصلب المسيح وموته قد ظفر، لكن قام المسيح من القبر، وغلب الموت وانتصر. فالمسيح أحرز نصرة عظيمة على الموت وعلى إبليس: «فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ - خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ - كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ» (عبرانيين٢: ١٤-١٥). وهنا نناشد كل المغلوبين المهزومين أن يُقبلوا إلى المسيح المنتصر، ويَقبلوا عمله فيتمتعوا بالنصرة كما تمتع بها بولس وراح يهتف قائلاً: «وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ» (٢كورنثوس٢: ١٤).