رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«يا ابنتي إن قلبك هو سمائي» استعدادات فوستينا الأخيرة قبل النذورات المؤبّدة 232 – قبل الإعتراف سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «يا ابنتي، قولي له كل شيء واكشفي له عن نفسك كما لو كنتِ تتحدثين معي. لا تخافي من شيء. لقد وضعتُ هذا الكاهن بيني وبينك للحفاظ على سلامك. ستكون كلماته كلماتي. أفشي له أسرار نفسك الأكثر عمقاً وسأنيره ليفهم نفسك». 233 – لما إقتربتُ من كرسي الإعتراف شعرتُ بطمانينة في نفسي لأتحدّث عن كل شيء حتى تعجّبتُ، فيما بعد، من ذاتي. حملت أجوبته سلاماً مطمئناً لنفسي. كانت كلماته وستبقى دائماً منارة أضاءت وستضئ دائماً نفسي للسير نحو القداسة العظمى. لقد دوّنت التوجيهات التي أعطاني إياها الأب إندراز في غير صفحة من هذا الدفتر [راجع يوميّات عدد 55] 234 – لمّا إنتهيت من هذا الإعتراف هامت نفسي بالله وصلَّيت لمدة ثلاث ساعات بَدت وكأنها بعض دقائق. ومذاك لم أضع أية عراقيل في طريق النعمة العاملة فيّ. وعلم يسوع سبب تخوّفي من التحدّث إليه بموّدة ولم يكن أبداً مغتاظاً. ومذ أكّد لي الكاهن أن ما أختبره ليس وهماً، بل نعمة من لدن الله، حاولت أن أبقى أمينة له في كل شيء. أرى الآن جيداً أن الكهنة الذين يفهمون في العمق، مثل الأب إندراز، عمل الله في النفس، هم قلّة. شعرتُ مذاك أن جناحَيّ هي حرّة للإنطلاق وتقتُ أن أحلّق عالياً في قلب نار الشمس. ولن يتوقّف تحليقي حتى يصل ويرتاح إلى الأبد في الله. لما نحلّق عالياً، تصبح الغيوم والضباب تحت أقدامنا، ويصبح حتماً كل كائننا الترابي تحت سلطان الروح. 235 – يا يسوع إنني أتوق إلى خلاص النفوس الخالدة. إن قلبي يجد حريّة التعبير في التضحية التي لا يشتبه بها أحدٌ. سأحترق وأذوب خفية في ألهبة حب الله المقدّسة. وإن حضور الله يدفع بتضحيتي نحو الكمال والنقاوة. 236 – آه! كم تُضلّ المظاهر وكم تَظلِم الأحكام. آه! كم تتعذّب الفضائل غالباً لأنها تبقى صامتة. وإن الحفاظ على الصدق مع الذين يهينوننا دون إنقطاع يتطلّب الكثير من نكران الذات. إننا ننزف دون أن نرى جروحات. يا يسوع، إن العديد من هذه الأمور ستظهر فقط في اليوم الأخير، يا للفرح! لا شيء يضيع من جهودنا. 237- ساعة عبادة. طيلة ساعة العبادة هذه رأيتُ هوّة تعاستي. كل شيء صالح فيّ هو لك، يارب ولكن يحق لي أن أتكل على رحمتك اللامتناهية لأنني صغيرة وضعيفة. 238- عند المساء. يا يسوع غداً سأقدم نذوراتي الأولى. لّما سمعت فجأة هذه الكلمات : «يا ابنتي إن قلبك هو سمائي». طلبتُ إلى السماء وإلى الارض ودعوت كل الكائنات أن تشكر الله على نعمتة الفائقة وغير المدركة. بعد صلاة وجيزة، طُلب الينا ان نغادر بسرعة ونذهب إلى النوم لأن كل مكان، الكنيسة، المائدة وصالة التسلية والمطبخ، هو مُحضر ليوم غدّ. ولكن لا مجال للنوم لقد طرده الفرح. فكرت : إن ما سيحدث هو حتماً أشبه بالسماء طالما، حتى هنا في المنفى، قد ملأ الله قلبنا بهذا الفرح الكبير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|