رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شكوى المرتل مَزْمُورٌ. لآسَافَ اَللهُمَّ إِنَّ الأُمَمَ قَدْ دَخَلُوا مِيرَاثَكَ. نَجَّسُوا هَيْكَلَ قُدْسِكَ. جَعَلُوا أُورُشَلِيمَ أَكْوَامًا [1]. يسكب المرتل شكواه أمام الرب. ففي وسط الخراب الذي حلّ به، والعار الذي لحق به، وجد المرتل في الله أبيه القدير ملجأ له. كان للمدينة المقدسة وهيكل الرب اعتبار خاص لدى المؤمنين، لأنهما ميراث الرب، وليسا ميراث المرتل أو المؤمنين. لقد أُصيب المرتل بنوعٍ من الذعر بسبب ما حلّ بالمقدسات الإلهية من تدنيس بواسطة الأمم الوثنيين. هذا وقد تحولت مدينة الله إلى أكوامٍ من الخراب. لم يحدث مثل هذا الغزو في أيام آساف، فقد يكون هذا المزمور نبوة تصف ما سيحل بأورشليم في أيام نبوخذنصر، أو في أيام أنطيخوس أبيفانس أو على يدي تيطس الروماني. التدنيس الذي حدث بواسطة الأمم، إنما بسبب التدنيس الذي فعله اليهود أنفسهم بالمدينة المقدسة والهيكل المقدس. وكما قيل في حزقيال: "من أجل ذلك حي أنا يقول السيد الرب، من أجل أنكِ قد نجستِ مقدسي بكل مكرهاتكِ وبكل أرجاسكِ، فأنا أيضًا أجزُّ ولا تشفق عيني، وأنا أيضًا لا أعفو" (حز 5: 11). * كانت أرض الموعد، وعلى الخصوص مدينة أورشليم، ميراث الله، لأنه قد بنى فيها سليمان هيكل الله، وفيها كانت تُمارس فرائض الشريعة. الأب أنثيموس الأورشليمي دَفَعُوا جُثَثَ عَبِيدِكَ طَعَامًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ، لَحْمَ أَتْقِيَائِكَ لِوُحُوشِ الأَرْضِ [2]. من كثرة القتلى لم يكن يوجد من يدفن الجثث، فجاءت طيور السماء وحيوانات البرية تنهشها. إنه منظر مرعب ومحزن للغاية. حينما أراد جليات أن يسخر بداود قال له: "تعال إليّ، فأعطي لحمك لطيور السماء ووحوش البرية" (1 صم 17: 44). وكان رد داود: "هذا اليوم يحبسك الرب في يدي، فأقتلك وأقطع رأسك. وأعطي جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لطيور السماء وحيوانات الأرض، فتعلم كل الأرض أنه يوجد إله لإسرائيل" (1 صم 17: 46). يحسب أغلب الأمم والمسيحيين دفن الموتى عملًا مقدسًا. لقد رفض الشعب التمتع بكلمة الله، الطعام السماوي، فصاروا هم طعامًا للطيور والحيوانات النجسة. سَفَكُوا دَمَهُمْ كَالْمَاءِ حَوْلَ أُورُشَلِيمَ، وَلَيْسَ مَنْ يَدْفِنُ [3]. انسكبت دماء القتلى، فصارت كالماء حول مدينة أورشليم. وكما قيل في إرميا: "والشعب الذي يتنبأون له يكون مطروحًا في شوارع أورشليم من جرى الجوع والسيف، وليس من يدفنهم، هم ونساؤهم وبنوهم وبناتهم، وأسكب عليهم شرهم" (إر 14: 16). صورة مُرة أن تتحول دماء القتلى إلى شبه نهر يحوط بأورشليم، مدينة الله. هذه هي صورة المؤمن الذي يرتد إلى الشر، ولا يقدم توبة، يصير عارًا وخزيًا ودنسًا، ولا يتمتع بالمغفرة والطهارة لعدم توبته. يرى القديس أغسطينوس أننا إذا أخذنا هنا كلمة "أورشليم" بكونها مدينة أورشليم الأرضية، فإننا نفهم سفك دمائهم حولها بالمفهوم الحرفي حيث يمكن للعدو أن يجد من هم خارج أسوارها فيقتلونهم. ويمكن أيضًا أن نفهم أورشليم بكونها الكنيسة الممتدة والحاملة للثمر والنامية على مستوى المسكونة، فإن الاضطهاد ضدها عنيف في كل موضع، فتُسفك دماء الشهداء، ويصير مثل الماء، وهو يمثل كنزًا سماويًا . صِرْنَا عَارًا عِنْدَ جِيرَانِنَا، هُزْءًا وَسُخْرَةً لِلَّذِينَ حَوْلَنَا [4]. جاء سفر عوبديا يتنبأ عن بني أدوم الذين شمتوا في شعب الله يوم سبيهم، وصاروا يسخرون به، بل ويقبضون عل الهاربين من الشعب لتسليمهم للعدو. جاء في المزامير: "اذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم القائلين: هدوا، هدوا حتى إلى أساسها" (مز 137: 7). يقول القديس أغسطينوس إن جيران أورشليم الأرضية هم الأمم المحيطة بها، والذين يشتمون فيها. أما جيران أورشليم الحرة، أمنا، فهم أعداء الكنيسة القاطنين في العالم أجمع . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 79 | تسبيح المرتل |
مزمور 79 | صلاة المرتل |
مزمور 77 | راحة المرتل |
مزمور 63 | عطش نفس المرتل إلى الله |
مزمور 24 - الكنيسة هي سكني الله وسط شعبه |