لطفولة هي هدية الله للبشرية، ذلك لأن غَرس القيَّم وتشكيل شخصية الإنسان تتم في المراحل الأولى من الطفولة والصبا، كقول الحكيم: "رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ" (أم 22: 6).
لقد تحملت الكنيسة بإنشائها مدارس الأحد مسئوليتها العظيمة في تربية النّشء، ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع والكنيسة، كقول الكتاب: "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (2تي 3: 17). ولكن إغلاق مدارس التربية الكنسية هذه الأيام (بسبب ضيقة كورونا) اثبت ضرورة قيام الأسرة بدورها في تسليم الإيمان لأبنائها.
لقد علّمَنا التاريخ أن الأطفال استلموا الإيمان في روسيا الشيوعية من أجدادهم، وفاجأت روسيا العالم عند انقضاء زمن الشيوعية، بجيلٍ مؤمن تعَلم الإيمان واستلمه من أجداده، كقول الكتاب عن القديس تيموثاوس: "إذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلًا فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا" (2تي 1: 5).