رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ عَنِ الْبَصَرِ، وَقَلْقِلْ مُتُونَهُمْ دَائِمًا [23]. "الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله" (2 كو 4: 4). اقتبس الرسول بولس هذا النص في حديثه عن اليهود الذين رفضوا الإنجيل (رو 11: 10). الذين قاوموا السيد المسيح وكنيسته يفقدون روح الفهم والمعرفة ويصيرون عميان روحيًا. جاءت كلمة "متون" في الترجمة السبعينية: "ظهور"، فإن قوة الإنسان في حقويه، فإن كان ظهر الإنسان (أو حقويه) ضعيفًا لا يقدر أن يمارس عملًا ما، بل غالبًا ما يكون ظهر محنيًا أو في حالة شبه فالج. * هذا يعني أنه ليت تعزياتهم وخيراتهم تتحول إلى هلاكهم، وأن يكونوا مفتوحين لكي يهاجمهم كل أحدٍ. القديس يوحنا الذهبي الفم * لما ضُرب إخوة يوسف بالحسد قدَّموا ظهورهم لا وجوههم للحب الأخوي، هكذا أيضًا اليهود التعساء فضَّلوا الحسد عن الحب لمصدر الخلاص، الذي جاء إليهم. مثل هؤلاء قيل عنهم في المزمور: "لتظلم عيونهم عن البصر، ولتكن ظهورهم واهية دائمًا" . الأب قيصريوس أسقف آرل * كانت هذه (الظلمة أثناء الصلب) علامة واضحة لليهود أن أذهان صالبيه قد التحفت بالظلمة الروحيَّة، إذ حدث عَمَى جزئي لإسرائيل (رو ١١: ٢٥)، وقد لعنهم داود في محبَّته لله، قائلًا: "لتَظلمّ عيونهم فلا ينظروا" (مز 69: ٢٣). انتحبت الخليقة ذاتها ربَّها، إذ أظلمت الشمس، وتشقَّقت الصخور، وبدا الهيكل نفسه كمن اكتسى بالحزن، إذ انشقَّ الحجاب من أعلى إلى أسفل. وهذا ما عناه الله على لسان إشعياء: "أَُلبس السماوات ظلامًا، وأَجعل المُسح غطاءها" (إش ٥٠: ٣). القديس كيرلس الكبير * عدم استحقاق الراعي غالبًا ما يكون متلازمًا مع عدم استحقاق الرعية، فإذا كان الرعاة لا يملكون نور المعرفة نتيجة لخطيئتهم الشخصية فإنه تبعا لذلك تعثر الرعية بسبب جهلها حسب قصاص القضاء. من أجل ذلك قال رب المجد يسوع: "إن كان أعمى يقود أعمي يسقطان كلاهما في حفرة." (مت 15: 14؛ لو 6: 39) وفي هذا قال صاحب المزامير متنبئًا: "لتظلم عيونهم عن البصر وقلقل متونهم دائمًا." (مز 69: 23). إن القادة هم بالحقيقة عيون، إذ أنهم في واجهة أعلى الرتب وقد أخذوا على عاتقهم توضيح الطريق، أما الذين يتبعونهم فقد ارتبطوا بهم وعليه فهم يدعون "بالمتون". وهكذا عندما تظلم العيون، تنحني المتون أيضًا، لأنه عندما يفقد القادة نور المعرفة، ينوء الذين يتبعونهم تحت نير خطاياهم. الأب غريغوريوس (الكبير) * لأننا حين نكد في عملٍ ما، وننحني بانشغال به والميل إليه، فإننا نستلقي عادة ونستريح. لكن الخطاة الذين اقترفوا آثامًا شنعاء، خاصة الأشرار منهم لا يمكن أن يستلقوا ويستريحوا. إذ قيل عنهم: "إحنِ ظهورهم دائمًا" (مز 23:69). لأن الذين لا يلتصقون بالمسيح، لا يرتفعون بأنفسهم إلى السماويات، من ثم لا يرتفع معه الذين موتهم شرير جدًا، كما هو مكتوب "موت الأشرار شرير للغاية" (مز 21:34)، لكن الإنسان الذي يموت مع المسيح، ويدفن مع المسيح، لا يجد راحةً فقط بل وقيامة أيضًا (راجع رو 4:6). وعن هذا الإنسان قيل بحق "شفيتَ كلَ ضعفاته في مرضه" (مز3:41)، خاصة إذا كان شهيدًا، تنكشف ضعفاته في الآلام، وموته بالقيامة. القديس أمبروسيوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|