إنها الحقيقة... وما الحقيقةُ إلا هذه الرسالةُ السامية في مسيرةِ المهمَّشينَ والمرفوضينَ ليموتَ مِنْ إجلِهِم. من هنا بدأَ تاريخُ الخلاص يتجسَّد في مسيرةِ الكنيسة والشعوب، وبدأت بشرى الإنجيل لإعلان كلمة الله التي أيَّدَها الروحُ القدس "فالله هو الكلمة" (يو1:1)... الله تجاه الإنسان ومسيرة الإنسان نحو الله. وإنْ كانت مسيرتُنا قاسية، والخطيئةُ - ومن المؤسف - لا زالت تعملُ في الإنسان كما تشاء وكما يشاء، وبذلك تكونُ مسيرةُ حلالٍ في حرام سيدةَ الموقف وسيدةَ العبيد، تلك مسيرةُ الخطيئة. فكلُّ شيءٍ اليوم مباح، وذلك مُعلَنٌ عِبْرَ المذياع والفيسبوك، ويبقى صوتُ البابا بيوس الثاني عشر يرنُّ في الآذان بِصَداهُ الواسع "إنَّ الناسَ يؤمنونَ أنْ لا خطيئةَ اليوم". وهذا ما يجعلُ أنْ نقدِّسَ الدنيا، ونجلسَ لنحاكمَ الأبرياءَ كي نبرِّءَ أنفسَنا، وما ذلك إلا قَتْلُ الحقيقةِ في صمتِها ورسالتِها المقدسة.