باختياره لمريم أمّا لابنه، كمرحلة ثانية، صارت مركز لتحقيق هذا الخطة فهيأها جسديًا وبلمسة إلهيّة من الرُّوح القدس لأحشائها البتوليّة، تجسدت خطة الرّبّ في ابنه لخلاص العالم من خلال انفتاح الأحشاء البتوليّة على الأحشاء الإلهيّة.
نعم من خلال إعلان حب الله الّذي نمى بالماضي في كلمات اشعيا النبي وتجسده في الأحشاء البتوليّة لمريم، صرنا اليوم، أكثر وعيًا لفهم ختام الإنجيل المتاوي الّذي أشار إليه الإنجيلي، من خلال حوار يسوع - العمَّانوئيل لتلاميذه في كلماته الأخيرة قبل صعوده إذّ قال: «هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» (28: 20ب).
وكانت كلماته تجسيد لما أعلنه الله، من حب بباطنه، للنبي اشعيا، وما تممّته مريم في أحشائها البتول وما كلله يسوع في ميلاده وحياته وموته وقيامته ولازال حتى اليوم هو العِمَّانوئيل - الله معنا الّذي يرافق خطواتنا البشرية ببصمته الإلهية.