رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاتكال على الله أَلْقِ عَلَى الرَبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ [ع22]. إذ كان المرتل كغيره من الأتقياء قد وجد مرارة من أكثر الناس صداقة بسبب خداعهم، لجأ إلى الله الذي وحده قادر أن يزيل أثقالنا، ويدبر أمورنا لخيرنا، ويهبنا السلام الداخلي الحقيقي، تاركًا أمر المخادعين المُصرّين على عدم التوبة في يديه. وجد المرتل أن حياته قد امتلأت همًا، أو صارت كحملٍ ثقيلٍ لا يقدر أن يحتمله، وإذ ألقاه على الرب صار الرب يعوله. لم يقل رفَع الحِمل عنه، ولا حمله الرب عنه، إنما صار يعوله، بمعنى أنه أعطاه إمكانية للاحتمال بفرح، والقدرة على العمل. فإن الله في حبه للإنسان لا يريد أن يفقده بركة العمل بالله ومع الله، إنما يقدم الله نفسه للإنسان "قوة "، وقائدًا، ومعينًا! حقًا ما أجمل عبارة الرسول بولس: "العاملان مع الله" (1 كو 3: 9)، "العاملين معي في المسيح يسوع" (رو 16: 3). نعمل مع الله في المسيح يسوع وبه! * لا يليق بجنود الملكوت (2 كو 10: 3) أن يقلقوا من جهة الطعام. فالملك يعرف كيف يقوت أهل بيته، وينشغل بهم، ويكسوهم. لهذا قال: "ألقِ على الرب همك، فهو يعولك" (مز 55: 22). القديس أمبروسيوس * إن كنت تؤمن أن الله يعولك، فلماذا تقلق وترتبك بالأمور المؤقتة واحتياجات الجسد...؟ "ألقِ على الرب همك، فهو يعولك" (مز 55: 22)، وأنت لن تفزع من أي رعبٍ يحل بك. * خلال اتكالك على الله احتمل الحرمان من مستلزماتك الجسدية، فإنك سرعان ما تشبع. ليكن اشتياقك هو أن تتلقى احتياجاتك خلال الرجاء في الله، ولا تنتظر الخلاص من منطلق آخر، ولا التعزية من كائن آخر . * يليق بنا أن نثق في الله لا في أنفسنا. القديس مار إسحق السرياني * لنطرح همومنا على الرب، ولنثبت فيه. إني أحمله دائمًا أمورًا أكثر من هذه، وأشد عنفًا ومرارة . القديس يوحنا سابا * إن كنتِ تتوقين إلى الطمأنينة التي كنتِ تتمتعين بها قبلًا بوجودك مع زوجك، وحماية ممتلكاتك، وحفظك من مكائد أولئك الذين يرغبون في مصائب الآخرين؛ "اَلقِ على الرب همكِ، فهو يعولكِ" (مز 55: 22). لقد قيل: "انظروا إلى الأجيال القديمة وتأملوا. هل توكَّل أحد على الرب فخزي... أو دعاه فأهمل" (حكمة يشوع 2: 11-12). فالله الذي هدَّأ هذه المصيبة غير المحتملة، معطيًا إياكِ الآن هدوءً، هو أيضًا يحصَّنك من الشرور التي تحدق بكِ. فلا تعودي تُسقطين نفسك تحت ضربة أقسى من التي أنتِ فيها (بعدم اتكالِك عليه). باحتمالك الضيقات الحالية بشجاعة، وأنتِ بعد ليس لكِ خبرة، يعطيكِ إمكانية لاحتمال الأمور التي تحدث مخالفة لإرادتكِ. الله لا يسمح! لذلك اُطلبي السماء، وما يخص الحياة الأخرى، فلا يقدر شيء ما أن يضركِ... حتى ولاة عالم الظلمة (الشياطين) أنفسهم لا يقدرون أن يضرونا ما لم نضر نحن أنفسنا بأنفسنا. لأنه حتى لو نزع جسدنا أو مزقه إربًا إربًا، هذا لا يعنينا طالما روحنا سليمة . القديس يوحنا الذهبي الفم إذا ما صممت أن تحتمل الثقل بغير معينٍ، فإنه لا يكون ثقيلًا فحسب، بل وغير محتملٍ. أما إذا شاركك الرب حملك، "اَلقِ على الرب همَّك"، فهو نفسه يعمل. القديس باسيليوس الكبير يريدنا الله ألاَّ نهتم (نقلق)، وأن يكون لنا عمل واحد، ألا وهو عمل الملائكة، أي تمجيد الخالق بلا انقطاع، وأن تفرح بالتأمل فيه. الأب يوحنا الدمشقي * لا تضع رجاءك في إنسان من أجل أي أمر من أمور هذه الدنيا لكي تبقى حرًّا. ألقِ على الرب همك، لكي يهتم بك الرب (مز 54: 23). * يا بُنيَّ، اهتم بقلبك، واحرص على فمك. كن وديعًا وودودًا للناس. وكن بلا همٍّ، "ألقِ على الرب همّك" (مز 55: 22). القديس إسطفانوس الطيبي وَأَنْتَ يَا اللهُ، تُحدِرُهُمْ إِلَى جُبِّ الْهَلاَكِ. رِجَالُ الدِمَاءِ وَالْغِشِّ لاَ يَنْصُفُونَ أَيَّامَهُمْ. أَمَّا أَنَا فَأَتَّكِلُ عَلَيْك َ[ع23]. كأن المرتل وقد طلب لنفسه جناحين كحمامة ليطير إلى حضن الله، يرى المخادعين ينحدرون إلى هوة الفساد، يخسرون حياتهم الزمنية والأبدية. إن ما يشغل المرتل هو انطلاق نفسه نحو الله الذي يريدنا أن نكون معه نشاركه الحياة السماوية المفرحة التي بلا هم. * "رجال الدماء والغش لا يكملون نصف أيامهم" (راجع مز 55: 23)، لأنهم لا يتممون أعمال الفضيلة، ولا يجاهدون لإصلاح أخطائهم بالندامة. لذلك يُقادون إلى العالم السفلي، وحياتهم لا يكمل نصفها، وهم في ظلمة الخطأ. القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 115 | الاتكال على الله |
مزمور 62 | حث الآخرين على الاتكال على الله |
مزمور 62 | تأكيد الاتكال على الله |
مزمور 62 | الاتكال على الله |
مزمور 62 - تفسير سفر المزامير - الاتكال على الله |