|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رافائيل وطوبيا يتقدمان سارة [1- 6] وسافروا إلى أن اقتربوا من نينوى [1]. وقال رافائيل لطوبيا: "ألا تعلم يا أخي كيف فارقت أباك؟" [2] لنُسرِع أمام زوجتك لنُعدّ البيت [3]. والآن خذ بيدك مرارة السمكة. فمضيا وسار الكلب وراءهما [4]. وفي نفس الوقت كانت حنة تجلس في الطريق تحدق بنظرها فيه منتظرة ابنها [5]. أدركت أنه قادم، وقالت للأب: "هوذا ابنك قادم والرجل الذي يصحبه. [6] كان رئيس الملائكة يتعجَّل طوبيا كي يصلا البيت قبل سارة [3] للأسباب التالية: أ. أن ينزع عن الوالدين حالة القلق الشديد، فيستقبلا سارة وهما متهللان بمجيء ابنهما وزواجه من سارة. ب. يحتاج الوالدان الشيخان إلى وجود طوبيا لمساندتهما في إعداد البيت لاستقبال سارة. إذ كانت سارة قادمة ومعها كل ملابسها وحاجاتها الخاصة بجانب نصف الممتلكات التي لوالديها، فوجود طوبيا مع والديه في استقبالها يعطي الوالدين أن يُظهِرا مودة خاصة لسارة. ج. لو أن طوبيا جاء مع سارة، فإن عامل الدهشة قد يشغل والدي طوبيا بابنهما، فتظن أنهما لم ينشغلا بها مثل انشغالهما بزوجها. د. كان من المهم أن يسبق طوبيا سارة في لقائه حتى تأخذ أمه حنة حريتها في التعبير عما في داخلها دون حرجٍ. نراها تقول له: لقد رأيتك يا ابني، فالآن أنا أموت... " ومن جانب آخر عند مجيء سارة رآها والده وقد شُفيت عيناه فيفرح برويته لكنته. ه. ربما أراد أن يكشف طوبيا لوالديه عن دور الملاك في تشجيعه على الزواج من سارة في غير وجودها. كانت حنة مشغولة ليلاً ونهارًا بأن يرجع ابنها إلى البيت وتراه بعينيها، هكذا يليق بنا ألا نتوقَّف عن الصلاة والعمل من أجل الذين ضلُّوا الطريق حتى يعودوا إلى كنيسة المسيح ويتمتَّعوا بأُبوة الآب السماوي وبركات النعمة الإلهية. * عندما نفقد البعض نترجَّى عودتهم، ألا نوجه عيوننا نحو الموضع الذي يأتون منه؟ هكذا نستمر يوميًا مترجّين ذلك حتى نفقد قوتنا. هكذا فعلت حنة كانت تتطلع نحو الطريق منتظرة مجيء ابنها وهي تراقب الطريق بلا ملل. وهكذا فعل داود النبي متطلعًا من البرج في غيرة متقدة كأبٍ مهمومٍ ليسأل إنسانًا يجري قادمًا من المعركة عن صحة ابنه (2 مل 18: 24). هكذا تفعل الزوجة في سن لم يعرف المشقة، وهي في برج المراقبة المطل على شاطئ البحر تنتظر مجيء زوجها في ترقُّبٍ لا يعرف التعب، فتتطلع على الدوام، كلما رأت سفينة تتخيَّل أن رجلها مبحرًا فيها. إنها تخشى أن شخصًا ما ينال امتياز رؤية رجلها المحبوب قبلها، ولا يكون في إمكانها أن تكون أول من يقول: "لقد رأيتك يا زوجي"، كما فعلت حنة عندما رأت ابنها: "لقد رأيتك يا ابني والآن أنا موافقة أن أموت" (طو 11: 8)، لأن عذوبة اشتياقها الكثير لرؤيته لا يجعلها تشعر بألم الموت . القديس أمبروسيوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|