وكانَ في تلك المَدينَةِ أَرمَلَةٌ تَأتيهِ فتَقول: أَنصِفْني من خَصْمي،
"أَنصِفْني" فتشير إلى مطالبة القاضي أن ينصفها بمقتضى وظيفته من خصمها الذي اعتدى عليها. ولمّ يحدد النص شيئاً ولكن يمكن الافتراض أن هذه مسائل تخص ميراث الزوج. بموجب الشريعة، لم تكن الأرملة وارثة عن زوجها، لكن كان يتم ضمان حقها في الحصول على إعالة من ممتلكات زوجها طوال فترة ترمُّلها. في هذه الحالة تحاول الأَرمَلَةٌ الحصول على حقها مطالبة بالعدالة وذلك باِسْتِيفاء حَقَّها وإِزالَةُ الظُّلْمِ عَنْها. وتتكرر كلمة الإنصاف في النص أربع مرات (لوقا 18: 3، 5، 7، 8)، للدلالة على أهميتها؛ فالأَرمَلَةٌ هي ضحية ظلم وتطالب في إحقاق حقها بإلحاح دون يأس رغم قساوة قلب القاضي وعدم إنسانيته؛ كذلك على المؤمن أو الخاطئ أن يلحُّ في صلاته بالرغم من شعوره بضعف حاله، وأنه لا قوة له ولا سند سوى الله