رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة استهلالية للتطهير يفتتح المرتل مزمور التوبة بطلب مراحم الله التي تهب تطهيرًا، وغفرانًا للخطية: اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خطيَّتي طَهِّرْنِي [1-2]. إذ شعر داود النبي بثقل خطاياه، أعلن عن حاجته لا إلى رحمة الرب فحسب، وإنما إلى فيض من الرحمة وكثرة من الرأفات الإلهية. بقي داود النبي حوالي سنة ونصف يصرخ وهو كاتم خطاياه: "أنا سكتُّ، فبليَت عظامي من صراخي طول النهار" (مز 32: 3). كان داود الملك هو الرجل الأول في شعبه، ليس من مجمعٍ أو جماعةٍ أو فردٍ - أيا كان مركزه الديني أو المدني - أن يحكم عليه بالموت. لكنه أدرك أن الخطية قادرة على إصدار هذا الحكم ضده، وليس من يقدر أن يخلصه منه إلاَّ مراحم الله ونعمته. يتكلم داود النبي بلغة الإنسان العاجز تمامًا عن الخلاص بنفسه أو بغيره مع إيمان كامل وثقة في فيض مراحم الله. * الخطية ثقيلة جدًا، تحتاج إلى مراحم عظيمة . القديس جيروم * من اللائق ألاَّ ييأس خاطئ ما مادام تحت يد الطبيب القدير. عظيم هكذا هو فيض رحمته، فإنه بالحق لا يمنح غفران الخطايا فقط للذين يُصلحون حياتهم، بل ويسمح لهم أن يتمتعوا بالمكافآت الأبدية. * إن ارتكب أحدكم معاصيَ خطيرة، فليصغِ إلى تلك الكلمات، ويقول مع داود: "ارحمني يا الله حسب صلاحك". إن صلى أحد من أجل عظم الرحمة، فليُضف إليها بؤسه العظيم. الذين يخطئون عن جهل فليطلبوا مراحمك البسيطة. أما أنا فارحمني، ولتطلق صلاحك عليّ. لتشْفِ جرحي الخطير، حسب قدرتك للشفاء العظيمة. ما فعلته أمر خطير، لكنني ألجأ إلى القدير. لو لم أجد طبيبًا عظيمًا مثلك لأصابني اليأس من جرحي المميت . الأب قيصريوس أسقف آرل * من يلتمس عظيم الرحمة، يعترف بعظم بؤسه... * كنت أيأس من جرحي الخطير هكذا، لو لم أجد طبيبًا عظيمًا كهذا. * أتوسل إليك يا كُليّ الصلاح، لا تُسجل عليّ تهوري، لا تدخل في المحاكمة مع عبدك (مز 143: 2)، لكن لترحمني كعظيم رحمتك (مز 51: 1)، أمحُ كل آثامي ويحيّ أنا البائس. إن يوم الديونة آتٍ، وما خفيَ في ضميري سيعلن. وعندئذ يُسمع هذا الصوت: ها هو الإنسان، وها هي أعماله (تك 19: 5)، ماذا أقول حينئذ؟ آه يا إلهي، عندما تكشف السماء خطاياي، وتقوم الأرض ضدي. القديس أغسطينوس * لما كان جرح النبي عظيمًا التمس من طبيب النفوس والأجساد دواءً عظيمًا، وهو الرحمة وكثرة الرأفة. بالحقيقة، ليست رحمة أو رأفة أعظم من تجسد ابن الله الذي يمحو الآثام. الأب أنثيموس الأورشليمي * إني أرى كثيرين يقرعون صدورهم قائلين: أخطأنا، ويظنون أن قلوبهم تنطق معهم بهذا اللفظ. أقول لهم ولأمثالهم: إنه ليس كل من يقول أخطأت، أخطأت، ينال الغفران، كما أنه ليس كل من يقول يا رب يا رب يرث ملكوت السماوات (مت 7: 21). لأني أرى في الكتاب المقدس يهوذا قال أخطأت أمام كهنة اليهود وشيوخهم (مت 27: 3). كما قالها شاول الملك أمام صموئيل (1 صم 15: 24-34)، وقالها أيضًا داود النبي أمام ناثان الملك، إلا أن واحدًا من هؤلاء فقط سمع الجواب الصريح بالغفران، وهو داود (2 صم 12: 13). ذلك لأن داود قالها من القلب حقًا (مز 51: 1)، وهو ثابت في صلواته ونسكه الواضحة في سفر المزامير. القديس يوحنا الذهبي الفم يرى القديس كيرلسأن صرخات المرتل نحو الله طالبًا غسل قلبه وضميره تشير بالغسل إلى المعمودية. كانت هناك غسلات وتطهيرات حسب الشريعة الموسوية تقوم على دم الحيوانات القادرة على غسل الجسد، أما غسل الإنسان الداخلي، فيحتاج إلى مياه المعمودية التي تقوم على عمل دم السيد المسيح القادر أن يطهر الأعماق، ويجدد الطبيعة البشرية. وكما يقول الرسول بولس: "لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عِجلة مرشوش على المُنجَّسين يقدس إلى طهارة الجسد، فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروحٍ أزليٍ قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحيّ" (عب 9: 14). هذا الغسل المجاني الذي يقوم على استحقاقات دم المخلص يحتاج إلى اعترافنا بآثامنا، أو بمعنى آخر احتياجنا إلى المخلص. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 106 | دعوة للتسبيح لله |
مزمور 81 | دعوة للتسبيح |
مزمور 49 - دعوة للاستماع |
مزمور 33 - دعوة للتسبيح |
مزمور 30 - دعوة للتذكر |