رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غاية السفر أولاً: الإيمان العملي والإخلاص في التمتُّع بالحضرة الإلهية. غاية هذا السفر ليس عرضًا تاريخيًا مُجَرَّدًا بقدر ما هو حثّ المؤمن على الالتقاء العملي مع الله، أينما وُجِد وأيًا كانت ظروفه. فطوبيت لم عاش في مملكة إسرائيل وليس في مملكة يهوذا حيث تضم مدينة الله أورشليم التي بها الهيكل والعبادة، لكن قلبه وفكره وسلوكه كان مرتبطًا بهيكل أورشليم وبالشريعة التي تطالبه بالحضور في الهيكل في الأعياد الثلاثة الرئيسية: عيد الفصح وعيد الأسابيع أو البنطقستي (الخمسين)، وعيد المظال. مع أمانته في حياته مع الربّ وحُبّه للفقراء والمحتاجين لم يتذمَّر عندما سُبِي بواسطة الأشوريين، بل اعتبر سبيه بسماح إلهي ليسند المسبيين ويخدم المُضطهَدين ويدفن إخوته القتلى المُلقَى جثثهم في الطرق والشوارع والساحات! لقد تعلَّم طوبيت أن إلهه وضع له خطة شخصية ليتحدَّى ملك إسرائيل ورجاله الذين يطالبون الشعب ألاَّ يرتبطوا بشعب يهوذا وهيكل أورشليم! كما تحدَّى بروح القوة ضغط السبي الأشوري العنيف ليعيش في نينوى بجسده، أما قلبه وفكره وحياته الداخلية فمنطلقة نحو الله. تحدَّى العمى الجسدي الذي أُصيب به، وتمتَّع بالبصيرة الروحية التي تتعرَّف على الأسرار الإلهية. تحدَّى طوبيت إهانات زوجته لا بالحوار الجاف المُقنِع، وإنما بالحياة الروحية المملوءة حبًا، فتأهَّل لخدمة رئيس الملائكة رافائيل له ولأسرته! حياة طوبيت بالحقيقة تحثّ كل مؤمنٍ أن يتحدَّى الظروف الزمنية مهما كان ثقلها، مُطالِبًا أن يكشف له الربّ عن رسالته، فيُرَدِّد مع شاول الطرسوسي: "ماذا تريد يا ربّ أن أفعل" (أع 9: 6). ثانيًا: الرجوع إلى الله بالتوبة: في مرارة صرخ طوبيت إلى الرب، قائلاً: "لم يطيعوا وصاياك، فأسلمتنا إلى النهب والسبي والموت، فصرنا أضحوكة في جميع الأمم التي شتَّتَّنا بينها" (طو 4:3). ثالثًا: ممارسة محبة القريب التي تتحقَّق في وصيتين: "كل ما تكرهه لا تفعله بأحدٍ" (طو 4: 15). وكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم" (مت 7: 12؛ لو 6: 31). رابعًا: الصدقة، وهي مع الصلاة الفضيلة الرئيسية في السفر. أ. السخاء في العطاء الذي كان طوبيت يحثّ ابنه عليه، وقد أَكَّد الالتزام بروح الحكمة، فيتصدق حسب إمكانياته (طو 4: 8). ب. أَكَّد طوبيت في وصيته لابنه أن الصدقة تُنَجِّي من الموت، ولا تدعنا ندخل في الظلمة (طو 4: 10)، "الصدقة هدية ثمينة لجميع صانعيها في حضرة العليّ" (طو 4: 11). "تصدَّق من مالك، ولا تُحوِّل وجهك عن فقير، فوجه الرب لا يُحوَّل عنك" (راجع 4: 7). خامسًا: قدسية الزواج،يقوم الزواج على الحياة التقوية لا الشهوة. "قومي يا أختي لنُصَلِّي فيرحمنا الرب" (طو 4:8). يليق بالمؤمنين – متزوجين وبتوليين - ألا يفارق العُرْس السماوي الأبدي أعينهم. سادسًا: الاهتمام بتسليم الأبناء الإيمان العملي بقلبٍ ملتهبٍ بالحب. سابعًا:مركز الصلاة في حياة الأتقياء الاهتمام بالمتألمين ليتمتَّعوا بالمجد. ثامنًا:ممارسة حياة الشكر والتسبيح حتى في وسط الضيق. تاسعًا: وجود شركة حب بين البشر والسمائيين. يستخدم الله ملائكته لمساندة البشر. عاشرًا: يرى البعض أن السفر كُتِب في أواخر القرن السابع ق.م. في بلاد ما بين النهرين وذلك لمساندة اليهود وهم في أرض السبي وتأكيد رعاية الله لهم وهم تحت التأديب. كما كُتِب لهم كي يحفظوا الناموس ما استطاعوا ويتمسَّكوا بالوصية الإلهية[6]. |
27 - 12 - 2023, 05:22 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: غاية سفر طوبيت في الكتاب المقدس
ميرسي على الافاده
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
النصوص اليونانية في سفر طوبيت في الكتاب المقدس |
أقسام سفر طوبيت في الكتاب المقدس |
بعض الأسماء الواردة في سفر طوبيت في الكتاب المقدس |
لغة سفر طوبيت في الكتاب المقدس |
سفر طوبيت في الكتاب المقدس |