رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأن دموعي صارت لي خبزًا النهار والليل، إذ قيل لي كل يوم: أين هو إلهك؟" [3]. يرى القديس أغسطينوس أن المرتل لم يقل: "لأن دموعي صارت لي شرابًا" بل "خبزًا"، لأن الظمآن إن أكل حبزًا يزداد ظمأ... فدموع الاشتياق نحو اللقاء مع الله لا تروينا بل تلهب بالأكثر عطشنا إليه.كما يقول: [لم تكن دموعي مرارة لي بل "خبزي". هذه الدموع عينها كانت حلوة بالنسبة لي، وذلك لعطشي إلى الينبوع. وبقدر عجزي عن الشرب منه، في لهفة جعلت دموعي طعامًا]. دموعه لم تجف نهارًا ولا ليلًا، إذ لا تستطيع الانشغالات اليومية مهما كانت أهميتها أن تشغله عن طلب إلهه بدموعه، ولا راحة الليل تهدئ من هذا الحنين. إنه لا يخجل من أن يبكي بدموع في النهار علانيةً، معلنًا ارتباطه بإلهه كما يرتبط الرضيع بأمه، ولا يقدر على الاستغناء عنها، كما يلذ له أن يبكي في الليل خفيةً ليعلن أعماق محبته لله. يشير النهار أيضًا لحالة الفرج أو الفرح، والليل إلى حالة الضيق والألم؛ وكأن المرتل يعلن أن دموعه لا تجف وسط أفراحه أو أحزانه، إذ تحت كل الظروف ليس ما يشغله إلا حنينه نحو الله! في كبرياء وتشامخ وبسخرية يقول لي الأعداء: أين هو إلهك؟ حسبوا طول أناة الله ضعفًا! أرادوا أن يحطِّموا رجائي في الله، كأنه قد تركني، ولم يدركوا إنه سيد التاريخ وضابطه، إنه يتمهل ويطيل الأناة منتظرًا توبتهم ورجوعهم، أو ينتظر حتى يمتلئ كأس شرهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
النهار والليل في صورة واحدة |
(تك 1: 18 ) ولتحكم على النهار والليل |
لنسهر النهار والليل |
من وحي مزمور 42 ✝دموعي صارت لي خبزًا✝ |
مصابيح الليد في النهار والليل |