أمرٌ حقيقي هو أنه بقياس المحبة التي توجد في قلب إنسانٍ ما نحو موضوعٍ ما، يقاس حزنه وغمه على فقد ذاك الموضوع، وهكذا يوجد قياس شدة توجعه على خسرانه إياه، مقدار شدة غرامه في حبه الزائد نحوه. ومن ثم أن فقد الإنسان أخاه الطبيعي بالموت يحزن قلبه أشد حزناً، مما يحدث له من الغم على فقده أحد الحيوانات، كالفرس وغيرها. وكذلك يتوجع الأب على موت أبنه أعظم توجعاً مما على موت أحد أصدقائه. ولهذا يقول كورنيليوس الحجري: أنه لكي يفهم كم كان مقدار توجع مريم البتول على موت أبنها يسوع، يلزم أن يفهم مقدار الحب التي هي كانت تحبه به تعالى. ولكن من يمكنه أن يعرف قياس هذا الحب الذي هي كانت مغرمةً به نحو أبنها