رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدِّيس إكليمنضس السكندري الملبس لا يحتاج الإنسان إلى ملبسٍ إلا كغطاء لجسمه، يحميه من البرد الشديد، والحر الشديد، حتى لا تؤذينا تقلبات الجو. طالما كان هذا هو الغرض من الملبس، فليس من داعٍ أن يكون للرجال نوع من الملابس، وللنساء نوع آخر، إذ أنه من الطبيعي أن يغطي كل منهما جسمه تمامًا، كما من الطبيعي لكل منهما أن يأكل ويشرب. ليكن (للنساء) ملابسهن أكثر نعومة ورقًّة (مما للرجال)، ولكن ليبتعدوا تمامًا عن النسيج المبالغ في رقته وشفافيته، والنسيج الغريب، مع الابتعاد تمامًا عن التزين بالذهب والحرير الهندي. لا يليق أن تكون حياتنا ليست إلاَّ استعراضًا للألوان… فقد اُخترعت أنواع من الألوان بجهدٍ وهمَّة كبيرة، لا لشيء سوى إثارة الشهوات الشريرة، فهي لم تُصنع لحماية الجسم وتغطيته، وإنما للَفْت الأنظار، تمامًا مثل الثياب الموشَّاة بالذهب… تلك الثياب المعطَّرة والملوَّنة المغموسة في الزعفران، الثمينة والمتعددة الألوان، المصنوعة من أنسجة مثيرة. كل هذا يلزمنا أن نودِّعه أبديًا، سواء الأقمشة ذاتها، أو الفن الذي يهتم بهذا كله… ينذرنا المُربِّي بجلاء قائلاً: “لا تتفاخر بثيابك وملبسك، ولا تنتفخ بأي مجدٍ، فإن ذلك خطية” (ابن سيراخ 11: 1). لهذا يسخر من الذين يرتدون الفاخر من الثياب في الإنجيل: “هوذا الذين في اللباس الفاخر والتنعم هم في قصور الملوك” (لو 7: 25)؛ أي في القصور التي تبيد وتغنى حيث حب المظاهر، وحب الشهوة، والنفاق والخداع. أما الذين ينتظرون في الساحات الملكية السماوية، ويحلِّقون في الملكوت حول ملك الملوك، فهم مقدَّسون في ثياب الروح القدس التي لا تُبلى ولا تفنى، أي الجسد النوراني، بذلك يصيرون في عدم فساد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القدِّيس إكليمنضس السكندري عن الأحذية |
القدِّيس إكليمنضس السكندري عن الأخلاقيات |
القدِّيس إكليمنضس السكندري عن النوم |
القدِّيس إكليمنضس السكندري عن أكاليل الزهور |
القدِّيس إكليمنضس السكندري عن الاعتدال |