اكتشاف سفر الشريعة في بيت الرب
فَقَالَ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ لِشَافَانَ الْكَاتِبِ:
قَدْ وَجَدْتُ سِفْرَ الشَّرِيعَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.
وَسَلَّمَ حِلْقِيَّا السِّفْرَ لِشَافَانَ، فَقَرَأَهُ. [8]
يُقصَد بسفر الشريعة غالبًا أسفار موسى الخمسة أو سفر التثنية أو أجزاء منها (تث 28- تث 31) كما يظن البعض. وهو يحتوي على تجديد العهد مع الله في سهول موآب. والذي يُحذِّر بقوة الذين يفسدون كلمة الله وعبادته. هذا السفر وُضِعَ بجانب تابوت العهد (تث 31: 26)، فُقد أو أُخفي أو غُيِّر مكانه أثناء الحكم الشرير لمنسى وابنه آمون.
بسبب السلسلة الطويلة من الملوك الأشرار ضاع سفر شريعة الله. وكانت تُنسَخ الشريعة بكمية قليلة جدًا، وفي زمن الملوك الأشرار لم يسأل أحد عنها، وكان الكهنة واللاويون يمارسون خدمتهم الدينية بدون كتاب، غالبًا ما كان قد أُخذ من مكانه حتى لا يراه الشعب ويبكي على خطاياه الكثيرة.
بعناية الله وُجِدَ هذا السفر في أيام يوشيا المملوء غيرة نحو عبادة الله والهيكل والشريعة. لو أنه وُجِدَ في وقت ملك آخر ربما كان قد مزَّقه الملك وحرقه، كما فعل صدقيا بخصوص نبوات إرميا (إر 36: 23).
سمح الله باكتشافه في ذلك الوقت، لأن السبي كان على الأبواب، وقد تأجَّل بسبب فضيلة يوشيا [19-20].
كان سماع الشعب كله للشريعة ضروريًا في ذلك الوقت، لكي يدرك الكل أن طريق العودة من السبي هو التوبة والرجوع إلى الله، وليس التخطيطات البشرية والقوة العسكرية، فالسبي يتم لا بسبب نقص أو ضعف في الإمكانيات العسكرية، إنما بسبب الشر والإصرار عليه سواء من جهة القادة أو الشعب.