وفي يَومِ الأَحَد جاءَت مَريمُ المِجدَلِيَّة إلى القَبْرِ عِندَ الفَجْر،
والظَّلامُ لم يَزَلْ مُخَيِّماً، فرأَتِ الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر" " مَريمُ المِجدَلِيَّة" في الأصل اليوناني Μαγδαληνὴ هي مؤنث لكلمة مجدلة حيث أنَّ مِجدَليَّة تعني "مريم التي من مجدلة". وكلمة"مجدل" باللغة العبرية מַּגְדָּלִ تعني "برج". وبالفعل كان في المنطقة برج، ربما كان برجًا للحراسة ومنه اشتق اسم البلد مجدلة. والمجدل قرية تقع على الشاطئ الغربي من بحيرة طبرية. ويذكر التلمود أنه كانت توجد مدينة باسم مجدلة تبعد حوالي 20 دقيقة سيرًا على الأقدام من طبرية. و
طرد يسوع من مريم المِجدَلِيَّة سبعة شياطين (مرقس 16: 9) فقامت وتبعت يسوع وساهمت في سد احتياجاته واحتياجات جماعته الرسل (لوقا 8: 2-3)، وثبّتت إلى النهاية فكانت معه وقت الصلب (يوحنا 19: 25) والدفن (مرقس 15: 47)، وكانت من جملة النساء اللواتي أتيْن إلى القبر ليحنِّطنَّه (مرقس 16:1). فقد شرَّفها يسوع بأول ظهور له بعد قيامته، كما كلَّفها بأول رسالة تبشير "اذَهبي إلى إِخوَتي، فقولي لَهم إِنِّي صاعِدٌ إلى أَبي وأَبيكُم، وإِلهي وإِلهِكُم" (يوحنا 20: 17).
ويشير إليها لوقا الإنجيلي بأنها تلك الخاطئة التي مسحت قدمي يسوع عند سمعان (لوقا 8: 2). وقد اكتفى الإنجيلي يوحنا بذكر مريم المِجدَلِيَّة ولم يُشر إلى النسوة اللواتي ذهبْن معها، إذ وقفت بجوار السيد المسيح حتى موته على الصليب، وجاءت إلى القبر دون أية اعتبارات لما تواجهه من مصاعب، فحُبًّها للسيد المسيح نزع عنها كل خوفٍ من الموت أو من القبر. الأمر الذي جعلها تتمتع بأول أخبار القيامة المُفرحة المجيدة: القبر الفارغ!