والآخَرَ وَزْنَةً واحدة، كُلاًّ مِنهم على قَدْرِ طاقَتِه، وسافَر.
والله لا يضع على أحد مسؤولية فوق طاقته ولا ينتظر من أحد أكثر مما أعطاه ولا يترك أحدا من شعبه بلا وزنة ولا مسؤولية. وطُلب من هؤلاء الثلاثة الخدم استثمار ما سُلَّم إليهم سيّدُهم من المال. فالوزنات ليست لهم بل سُلمت إليهم وديعة في أيديهم: الاموال، الاشخاص، الاحداث. وهكذا تدل الوزنات على مواهب الله للناس، وما آتاهم من فضله تعالى. والسيد يحاسب على مستوى قدر هذه الطاقة تماماً. والمنح تختلف في كميتها: "خَمسَ وَزَنات ووَزْنَتَين ووَزْنَةً واحدة ". فما قدّمه الله لهم من مواهب لم يقدّمها اعتباطًا، وإنما يعرف ما يناسب كل عضو لخلاصه.
وهذا يدفعنا الى عدم الشعور بالتكبُّر على أصحاب المواهب الأقل ولا شعور حسد أصحاب المواهب الأكثر، إنّما واجب علينا ان نشكر واهب المواهب. القضية ليست كم لنا، انما ماذا نفعل بمالنا او وزناتنا.