أَجابَهُم يوحَنَّا: أَنا أُعَمِّدُ في الماء، وبَينَكم مَن لا تَعرِفونَه
لم يأت المسيح بمظهر الملوك، بل جاء وضيعاً، "لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ فنَنظُرَ إِلَيه " (أشعيا 53: 3)، جاء يعمِّد بالروح القدس لمغفرة الخطايا؛ وهو دور لا يقدر سوى ابن الله، المسيح على إدائه وإتمامه.
وكم كان جارحاً لهم أن يسمعوا من فم المعمدان هذه الكلمة: " لا تَعرِفونَه "، في وقت كانوا يدَّعون فيه أنهم "حملة مفاتيح المعرفة" (لوقا 11: 52)؛ والحقيقة فإن المسيح الذي يبحثون عنه هو بَينَهم الآن ولكنهم لا يعرفونه.
هذه الكلمات تذكِّرنا بكلمات حزقيال النبي " يا ابنَ الإِنْسان، أَنتَ ساكِنٌ في وَسْطِ بَيتِ تمَرُّد، لَهم عُيونٌ لِيَرَوا ولا يَرَون، ولَهم آذان ليَسمَعوا ولا يَسمَعون، لأَنَّهم بَيتُ تَمَرّد" (حزقيال 12: 2).