على أَنَّ توما أَحَدَ الاثَنْي عَشَر، ويُقالُ له التَّوأَم، لم يَكُنْ مَعَهم حِينَ جاءَ يسوع
تشير عبارة "توما" الى اسم آرامي תוֹמָא وفي اليونانية Δίδυμος (معناه توأم)، والظاهر انه كان ذا مزاج سوداوي، كما ظهر في عدم ثقته هنا في شهادة الجماعة الرسولية لقيامة الرب (يوحنا 20: 27)، وكان توما يميل الى الشكِّ والخوف والياس كما يظهره من كلامه "قالَ توما الَّذي يُقالُ لَه التَّوأَمُ لِسائِرِ التَّلاميذ: فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضاً لِنَموتَ معَه" (يوحنا 11:16)؛ وهو أحد الاثني عشر رسولاً (متى 10: 3)؛ وقد قام توما بدور على جانب من الأهمية في انجيل يوحنا: حباًّ بيسوع كان مستعدا للذهاب معه حتى الموت (يوحنا 11: 16). وكان يتمتّع ببعض السلطة لدى الرسل (يوحنا 11: 16). وهو واحد من المجموعة التي تراءى لهم يسوع في الجليل (سمعان بطرس، نتنائيل، ابنا زبدى واثنان آخران) بعد قيامته (يوحنا 21: 2)، وكان مع البقية في العلية في أورشليم بعد صعود يسوع الى السماء (أعمال الرسل 1: 13). ويفيد التقليد أن توما كان بعد ذلك عاملاً في برثيا والفرس، وأنه بشَّر في الهند، ومات هناك شهيداً. ويوجد مكان قرب مدراس يسمّى الآن جبل القديس توما، ولا يزال كثيرون في الشرق يدعون أنهم من مسيحي الكنائس التي اسسها هذا الرسول ولا سيما سكان الملبار بالهند، وهم مسيحيون يتبعون طقس الكنيسة السريانية. ويُقال إنه دُفن في الرها في شمال بلاد ما بين النهر ينسنة 230 م. وبعد سقوط تلك المدينة بيد الأتراك، نُقل جثمانه لمكان آمن في جزيرة خيوس 1144م، ومن ثمة وصل جثمان مار توما الرسول في 1258 أورتونا Ortona في إيطاليا مع قائد عسكري أسمه ليوني. وسرعان ما أصبح المكان الذي وضع فيه جثمان القديس مركزاً روحياً هاما لإكرامه. وقد اكتشف سنة 1945 في نجع حمادي بصعيد مصر مخطوطات غنوصية مكتوبة باللغة القبطية وجدت ومن ضمنها نسخة من انجيل ابوكريفا يُدعى "انجيل توما"، والاعتقاد العام عند العلماء أن نسبته إلى الرسول غير صحيحة وأنه من كتابات الغنوصيين، وهذه المخطوطة ترجع إلى القرن الخامس الميلادي.