وقال: مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض
تشير عبارة "قال" الى طريقة الامثال مع إشارة خاصة الى مسؤولية السامعين.
ومن الأرجح ان المسيح قال هذا المثل للجمع كله وهو يخاطبهم من السفينة.
أمَّا عبارة " مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض" فتشير الى مثل الزرع الذي ينمو في الخفيَّة، وهو مثل انفرد بتدوينه مرقس الإنجيلي (مرقس 4: 26-29). أمَّا عبارة " مَلَكوتِ اللهِ " فتشير الى حكم الله كملك وسلطانه على الناس الذين يطيعون إرادته من قلوبهم فيصبحون رعايا مملكته الروحية.
ويدعو متى الإنجيلي "مَلَكوتِ اللهِ"بعبارة "ملكوت السماوات" تمشياً مع تقاليد الأسلوب الرباني.
ومَلَكوتِ اللهِهي حقيقة سرية لا يستطيع أن يطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده، وذلك من خلال كرزاته ومعجزاته، وتدل هذه العبارة على حياة التقوى في القلب (متى 6: 33) وعلى النظام الذي أتى المسيح ليؤسِّسه (متى 4: 17) وعلى مجد المسيح وسلطانه (متى 16: 28) وعلى سلطان الله على الكل (متى 6: 10) وعلى الحالة السماوية (متى 8: 11).
والمعجزات التي تصحب كرازته هي علامات لقيام الملكوت.
وعند مجيء ملكوت الله ينقضي تسلط إبليس، والخطيئة، والموت، على البشر كما صرَّح لاسي المسيح: " إِذا كُنتُ أَنا بِروحِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقد وافاكُم مَلكوتُ الله" (متى 12: 28).