إِنَّ الرُّوحَ هو الَّذي يُحيي، وأمَّا الجَسَدُ فلا يُجْدي نَفْعَاً، والكَلامُ الَّذي كلَّمتُكُم به رُوحٌ وحَياة
"الجَسَدُ" فتشير إلى الطبيعة البشرية بما فيها من إمكانيات وحدود.
الجسد هنا في كلام المسيح يشير للفهم العقلي والمنطق البشري.
وبعبارة أخرى في الآية هناك مقارنةً بين الروح والجسد.
فالإنسان الذي يبقى على المستوى البشري (اللحم والدم)، لا يقدر بحد ذاته أن يُدرك المعنى الحقيقي لأقوال يسوع وأعماله، ولا أن يؤمن به.
أمَّا الإنسان الذي يعيش على مستوى الروح فتنفتح بصيرة عينيه حول كلمة الرب ويُدرك المسيح وأقواله وتعاليمه على حقيقتها. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " إن يسوع لا يتحدث عن جسده، حاشا!
بل عن الذين يقبلون كلماته بطريقة جسدية، أي التطلع إلى ما هو أمام عيوننا مجردًا دون تصور ما هو وراءه، هذا هو الفهم الجسدي. ولكن يليق بنا ألا نحكم هكذا بالنظر بل أن نتطلع إلى كل الأسرار بالعيون الداخلية.
هذا هو "النظر روحيًا". فبعد الصعود يرسل المسيح الروح القدس. والروح هو الذي يُحوِّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وهو الذي يُثبتنا في المسيح فنحيا.
لذلك هو الروح القدس المحيي أي "واهب الحياة".