|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا انطونيوس الأنبا أنطونيوس قصة أيوب إبليس لم يكن هو القوي، بل الله الذي سلم إليه أيوب لامتحانه في قصة أيوب، لماذا إذا خرج إبليس وتمم كل شئ ضده، وجرده من كل ممتلكاته، وقتل بنيه، وضربه بقروح ردية؟ فليذكر مثل هذا من الناحية الأخرى، إن إبليس لم يكن هو القوي، بل الله الذي سلم إليه أيوب لامتحانه. يقينا أنه لم تكن لديه قوه لعمل شئ، ولكنه طلب، وإذ أجيب إلى طلبه فعل ما فعل. ومن هذا أيضاً يزداد افتضاح العدو، إذ أنه لم يقدر علي شخص بار واحد رغم أنه أراد إيذاءه. لأنه لو كانت له قوة لما طلب الأذن. أما وقد طلب، لا مرة واحدة بل مرة أخري أيضاً، فقد بين ضعفه وافتقاره إلي القوة. وليس عجيبا أن عجز عن أن يفعل شيئا ضد أيوب. إن كان الهلاك لم يحل بمواشيه أو لم يكن الله قد سمح بذلك وليس لدية سلطان علي الخنازير، لأنه مكتوب في الإنجيل أن الشياطين طلبت من الرب قائلة: إئذن لنا أن ندخل الخنازير. وإن لم يكن لها سلطان حتى علي الخنازير فبالأولي جداً ليس لها سلطان علي البشر، الذين قد تكونوا علي صورة الله. إذا وجب أن نخاف الله فقط ونحتقر الشياطين، ولا نرهبها. بل كلما ازدادت هي في عمل هذه وجب أن نضاعف نحن نسكنا ضدها، لأن الحياة الصالحة والإيمان بالله سلاح قوي. وعلي أي حال فهي تخشى الصوم، والسهر، والصلوات، والوداعة، والهدوء، واحتقار المال، والمجد الباطل، والتواضع، ومحبة المساكين، والصدقة، وتحرر النساك من الغضب، وفوق الكل تقواهم نحو المسيح، لذلك فهي تفعل كل شئ لكي لا يكون لا يكون هناك من يطأها إذ تعرف النعمة المعطاة للمؤمنين ضدها بواسطة المخلص حينما قال” ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو. وإن ادعت التنبؤ بالمستقبل وجب أن لا يلتفت إليها أحد، لأنها كثيرا ما تعلن مقدما أن الأخوة قادمون بعد بضعة أيام، فيأتون فعلاً، وعلي أي حال فإن الشياطين لا تفعل هذا لاهتمامها بالسامعين، بل لكي تنال ثقتهم. وبعد ذلك قد تهلكهم إذ تستحوذ عليهم في سلطتها. لهذا يجب ألا نصغي إليها، بل بالأحرى أن نخرسها إذ تتكلم، فنحن لسنا في حاجة إليها. لأنه أي عجب إن كانت، هي بأجسادها الأكثر دهاء من أجساد البشر ، عندما تري الأخوة يبدءون أسفارهم تسبقهم بسرعة وتعلن مجيئهم؟ وكما أن راكب الحصان عندما يسبق السائر علي قدميه يعلن مقدما قدوم هذا الأخير، كذلك لا داعي للتعجب منها في هذا الصدد، لأنها لا تعرف شيئا لم يوجد بعد في الوجود، ولكن الله وحده هو الذي يعرف كل الأشياء قبل ولادتها[68]، أما هذه فإنها تركض أولا وتعلن ما ترى. فلقد أعلنت خدمتنا للكثيرين، أعلنت أننا مجتمعون معا نتناقش في بعض الإجراءات ضدها، وذلك قبل أن يستطيع أي واحد منا أن يذهب وينبئ بهذه الأمور. والواقع أن هذا ما يستطيع فعله أي فتى رشيق الحركة عندما يسبق شخصا أقل حركة. ولكن ما أقصده هو هذا، أنه إن بدا شخص يسير من طيبة أو من أية منطقة أخري، فإنها لا تستطيع معرفة إتجاه مسيره قبل أن يبدأ المسير. ولكنها عندما تراه سائراً تسرع وتعلن اقتراب وصوله قبل أن يصل. وهكذا يحدث أن يصل المسافرون بعد ذلك ببضعة أيام. ولكن كثيرا ما يحدث أن السائرين يرجعون فيتضح كذب الشياطين.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|