25 - 01 - 2022, 04:52 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
انتهر الناس أعمى أريحا إذ كانوا يعتبرونه خاطئا نظراً لعماه. وقدَّروا أنه لا ينبغي ليسوع المسيح أن يتصل بالخاطئين، فحاولوا أن يردُّوا الأعمى عن يسوع. لكن الأعمى ألحَّ ودعا يسوع، ويسوع لا يردُّ أحداً خائبا يطلب الرحمة بإلحاح. فدعاه أن يأتي إليه؛ ألم يقل يسوع "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم" (متى 11: 28). وهكذا وقف الأعمى أمام النور، فامتلأت عيناه نوراً. طلب الرحمة بإلحاح من يسوع الذي يعطي الإنسان مراده من سعة رحمته. وهذا ما نعبر عنه في صلواتنا الكنسية عندما نطلب الرحمة الإلهية أولاً ومن ثم حاجاتنا قائلين: "ارحمنا يا الله كعظيم رحمتك، نطلب منك، فاستجب وارحم". كان برطيماوس ضريرًا، ولكنّ قلبه ظل بصيرًا، حيًّا ينبض بالرغبة في النور، في الصدق والحقّ. وفي عمق ألمه وضيقه آمن بيسوع، بقدرته العظيمة على فهم واقعه ووجعه، وبرغبته في التضامن معه. إنّها خبرة روحيّة عميقة، بدأت بسماع برطيماوس عن يسوع وعن محبّته للمرضى والخطأة والمتألّمين، ففهم مقدار المحبّة التي تملأ يسوع، وعليها وضع رجاءه وأمله، ولذا خرجت صرخة برطيماوس قويّة، مدوّية، كلّها ثقة وعزم وتصميم.
|