رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلَمَّا ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً، وكانَ لا يَدري مِن أَينَ أَتَت، في حينِ أَنَّ الخَدَمَ الَّذينَ غَرَفوا الماءَ كانوا يَدْرُون، دَعا العَريسَ. "الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً" إلى المعجزة التي أوضحت سلطان يسوع على الطبيعة، وأظهرت قوة الله. وليس غرابة أن يحوِّل السيد المسيح الماء إلى خمرٍ، فهو الذي يخرج من الأرض خمرًا (مزمور 107: 37)، حيث يهب الأرض أن تنتج كرومًا يُعصر عنبها ويتحول إلى خمر. حوّل يسوع ماء التطهير إلى خمر، كي ينقلنا من حرفية الناموس حيثُ التطهير إلي فرح الروح، لنعيش في عصرٍ جديدٍ ببداية جديدة. ويقول بولس الرسول: " قد زالتِ الأَشياءُ القَديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة" (2 قورنتس 5: 17). وهنا نتساءل من أين جاءت هذه الخمرة؟ فالعريس لا جواب له. أمَّا الخدم فكانوا يعرفون، ولكن لا نعرف إن آمنوا؛ أمَّا التلاميذ فآمنوا. ولا زالت الكنيسة في القداس الإلهي تشرب من خمرة عرس قانا الجليل المُحوّل إلى دم المسيح حتى عودته. وصارت مياه التطهير عند اليهود خمرا للعهد الجديد من اجل عالم جديد من خلال عشاء الفصح وتقديس الخمر (مرقس 14: 13-25). وهذه المعجزة تدل على مياه التطهير لدى اليهود التي صارت خمرة العهد الجديد من أجل عالم ٍ جديدٍ (مرقس 14: 13-25). فمن يستطيع أن يحوِّل الماء خمراً، يستطيع أن يحوِّل الخمر دماً في العشاء الأخير مع تلاميذه. قد جاء يسوع إلى العالم ليُحوِّل حياتنا إلى عرسٍ فرحٍ. إنه يحوِّل ماء حياتنا إلى خمر يشير إلى الفرح الروحي الأبدي كما جاء في تعليم بولس الرسول "دَعوا الرُّوحَ يَملأُكُم، واتْلوا مَعًا مَزاميرَ وتَسابِيحَ وأَناشيدَ رُوحِيَّة. رَتِّلوا وسَبِّحوا لِلرَّبِّ في قُلوبِكم واشكُروا اللهَ الآبَ كُلَّ حينٍ على كُلِّ شَيءٍ بِاسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح" أفسس 18:5-20). فالمعجزة إذا تمَّت فتدل على تتميم إرادة آبيه السماوي، أمَّا مريم هنا فهي الوسيطة أو الشفيعة. وصلواتنا تكون مقبولة بشفاعتها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|