رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
داوُد ونابال وأبيجَايل «قَامَتْ وَسَجَدَتْ ... ثمَّ بَادَرَتْ وَقَامَتْ ... وَسَارَتْ وَرَاءَ رُسُلِ دَاوُدَ وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً» ( 1صموئيل 25: 41 ، 42) في بيت نَابَال كانت الحكمة والحماقة تسكنان جنبًا إلى جنب. لقد ظهرت الحماقة حينما تكلَّم نَابَالُ الرديء، والذي يعني اسمه ”أحمق“. وفي المُقابل ظهرت الحكمة في أَبِيجَايِل التقيَّة، والتي كانت «جَيِّدَةَ الْفَهْمِ» ( 1صم 25: 3 ). وقد جاءت بهديتها لتُقابل الشخص الذي اعترفت به كمسيح الرب «وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ» (ع23)، واعترفت بعدم استحقاقها، ثم عظَّمت أمجاده. وفي الحقيقة أن إيمانها قد ميَّز مجد الملك المرفوض، والمجد الذي سيكون له في يومٍ قادم. وهكذا نلاحظ أن الجهالة وعدم الإيمان يسيران معًا، بينما الحكمة الحقيقية لا يمكن أن تنفصل عن الإيمان. لقد اعتبر نَابَال أن داود مجرَّد عبد هارب (ع10)، وأما أَبِيجَايِل فاعتبرت داود سَيِّدها. وفي حديثهـا معه (ع24-31) كرَّرَت عبارة ”سَيِّدي“ عن داود 14 مرة! وبعد أن رفض نَابَال الملك الحقيقي، وأهانه، فقد صنع «وَلِيمَةٌ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ كَوَلِيمَةِ مَلِكٍ» (ع36). لكن الله نفسه كان مزمعًا أن يضـربه. ونحن لا نخسر شيئًا عندما نترك الرب يعمل لأجلنا. وأما هذا الأحمق ”نَابَال“، فقد خسر فرصة اليوم الطيِّب (ع8)، وقضى الليل وهو سكران (ع36)، وجاء الغد فمات وصورته بَلِيَت، وسادَهُ المستقيمون ( مز 49: 14 ؛ لو12: 16-21). وأما أبِيجَايِل المؤمنة، التي كانت مُتميِّزة بفهمها الجيِّد ونشاطها وعدم إضاعتها للفرصة (ع18، 23، 42)، كما باتضاعها وتكريسها؛ فقد سألت من داود قائلةً: «وَيَكُونُ عِنْدَمَا يَصْنَعُ الرَّبُّ لِسَيِّدِي ... وَيُقِيمُكَ رَئِيسًا عَلَى إِسْرَائِيلَ ... فَاذْكُرْ أَمَتَكَ» (ع30، 31 – قارن هذا مع طِلبة اللص على الصليب في لوقا 23: 42). وقد كانت الإجابة أبعد مدى من كل آمالها، فقد اتخذها داود زوجةً له. وبدون أسف تركت خلفها غنى العالم لتُشارك الملك المرفوض المغَاير والبراري! كانت أَبِيجَايِل حتى ذلك الوقت مُرتبطة مع ذلك الرجل القاسي، وكانت عاقـرًا ( رو 7: 1 -4). وهي في هذا تصوِّر الإنسان وهو مرتبط بالناموس ( أع 15: 10 ). ولكن إذ مات الرجل الأول، ارتبطت بالثاني ( رو 7: 6 ). وأكثر من ذلك صارت الرفيقة السعيدة ”للمحبوب“ في آلامه، وفيما بعد في مُلكه. ويا لها من صورة جميلة للكنيسة عروس المسيح التي تُشارك في نصيب الرب! اليوم نظير سَيِّدها غير معروفة ومرفوضة من العالم، وغدًا ستملك معه في مجده. وكما يُخبرنا الروح القدس أننا: «إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ» ( رو 8: 17 ). . |
10 - 01 - 2022, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: داوُد ونابال وأبيجَايل
فى منتهى الروعه ربنا يفرح قلبك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المُضطَّهَد: داوُد |
من صور الاحتواء من خلال الشخصيات مثل أبيجايل ونابال |
أبيجايل ونابال |
حكم داوُد |
جورج يانسي |