بيّن متى الإنجيلي علاقة الايمان بالمعجزة، فالإيمان لا يأتي بعد المعجزة، بل يسبقها، كما رأينا مع مشي بطرس على الماء، وهذا الايمان يدفع الانسان الى التقرب من يسوع بالرغم من العقبات التي تعترضه. وجسِّد بطرس سير الايمان في قلب الانسان، إنه يؤمن، لكن إيمانه لا يزال ضعيفا، كما غبّر عنه بشكل صلاة: "يا رَبّ، نَجِّني!" (متى 17: 30)، وهي صلاة يليها يسوع بصنع المعجزة، لتثبت الايمان الذي يخلِّص "فمَدَّ يسوعُ يَدَه لِوَقْتِه وأَمسكَه وهُو يقولُ له: يا قَليلَ الإِيمان، لِماذا شَكَكْتَ؟" (متى 17: 31). ان يسوع لا يزال يستجيب اليوم الى من يدعوه بإيمان: هذ هي الرسالة التي يوجّهها متى الإنجيلي اليوم إلينا. المعجزة تغذي ايماننا، وهي سبب إيماننا.