رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَفهُوم الخَطِيَّة :- الخَطِيَّة هِيَّ التَعَدِّي .. هِيَّ كَسر الوَصَايَا وَالإِنْفِصَال عَنْ الله قَالَ القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيّ الفَمْ{ إِذَا كَانَ هُناك كَارِثة فِي العَالم كُلَّه تَكُون كَارِثة جَمِيع الشُّعُوب .. هِيَّ الخَطِيَّة }{ فالخَطِيَّة طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أقْوِيَاءُ } ( أم 7 : 26 ) .. فَلَمْ يَنْجُو أحد مِنْ الخَطِيَّة وَلَمْ يَفْلِت أحد مِنْ سُلْطَانهَا أوْ وَطأتِهَا أوْ آثَارِهَا .. فَلَمْ نَرى أحد إِلاَّ وَنَالت مِنْهُ الخَطِيَّة بِآثَار وَأتعاب كَثِيرة .. أعظم وَقت رَأينَا فِيهِ الخَطِيَّة بِسُلْطَان رَهِيب كَانَ قَبْل تَجَسُّد السَيِّد المَسِيح فَالخَطِيَّة مِثْل الطُوفان وَنَرَى أمثِلة مِنْ العَهد القَدِيم أبُونَا آدم وَأُمِنَا حَوَّاء كَانُوا فِي حَضرِة الله فِي وِحدة وَسَلاَم وَفَسَدِت الوِحدة بِسَبب الخَطِيَّة وَرَأينَاهُمْ مَطرُودِين وَمَذلُولِين .. { فَالخَطِيَّة خَاطِئةً جِدّاً } ( رو 7 : 13) .. فَالخَطِيَّة ذُل .. وَنَرَى شَر الإِنْسَان قَدْ تَعَاظمْ جِدّاً حَتَّى أنَّ رَبِّنَا تَأسَّف لأِنَّهُ صَنَعَ الإِنْسَان ( تك 6 : 6 ) فَرَآه مَغمُوس فِي الخَطِيَّة فَلَمْ يَنْجُو مِنْهَا أحد لاَ نَبِي .. وَلاَ حَكِيم .. وَلاَ بَار .. وَلاَ مَلِك .. وَلاَ قَوِي .. فَرَأينَا دَاوُد النَّبِي وَالمَلِك وَقَعَ تَحْت سُلْطَان الخَطِيَّة .. وَسُلَيْمَان الحَكِيم أحكمْ كُلَّ بَنِي البَشر أيضاً وَقَعَ تَحْت وَطأتِهَا .. شَمْشُون القَاضِي القَوِي الجَبَّار نَذِير الرَّبَّ وَرُوح الرَّبَّ عَلِيه أُستُعْبِد لِلخَطِيَّة فَهيَ مُذِلَّة وَمُهِينة قَالَ عَنْهَا مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول { الجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً . لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ }( رو 3 : 12) .. { فالخَطِيَّة طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أقْوِيَاءُ } ( أم 7 : 26 ) { فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أفْعَلُ ذلِكَ أنَا بَلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ . فَإِنِّي أعْلَمُ أنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أي فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِح . لأِنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأمَّا أنْ أفْعَلَ الحُسْنَى فَلَسْتُ أجِدُ . لأِنِّي لَسْتُ أفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَُّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أفْعَلُ } ( رو 7 : 17 – 19 ) فَسُلْطَان الخَطِيَّة مُر لِذلِك أرَادَ الله أنْ يُعَالِج الخَطِيَّة مِنْ بِدء الخَلِيقة .. فَلَقد رأى الله أنَّ شُرُور الإِنْسَان كَثِيرة جِدّاً فَقَالَ أُبَدِّد الخَلِيقة وَأُنزِل الطُوفان وَأُغرِق العَالم وَلَمْ تَغْرق الخَطِيَّة فَالطُوفان لَيْسَ هُوَ الحل .. وَتَجَمَّع النَّاس عَلَى الشَّر لِيبنُوا بُرج بَابِل العَظِيم وَيَتَحَصَّنُوا فِيهِ مِنْ غَضْب رَبِّنَا حَيْثُ أنَّ البُرج مُرْتَفِع جِدّاً وَفِي فِكرُهُمْ إِذَا أنْزل الرَّبَّ الطُوفان يَسْتَطِيعُون الهَرب مِنْهُ .. فَقَالُوا فِي أنْفُسِهِمْ سَنَفْعل الشَّر وَلَنْ تُغْرِقنَا .. وَلكِنْ الله القَوِي بَدَّد مَشُورة بُنَاء بُرج بَابِل وَبَلْبَل ألسِنَتَهُمْ وَمِنْ هُنَا جَاءت تسمِية المَدِينة بِإِسمَهَا " بَابِل " مِثَال آخر سَدُوم وَعَمُورة أنْزل الله نَار لِيحرِقهَا وَلكِنْ لَمْ تَحْتَرِق الخَطِيَّة .. أيضاً نَرَى قُورح وَنَاثَان حَيْثُ إِنْشَقت الأرْض وَابتَلَعَتهُمْ وَلكِنْ أيضاً لَمْ تَنْتَهِي الخَطِيَّة فَرَأى الله أنْ يَصْنع عَهْد صُلْح بَيْنَ الله وَالنَّاس يُقِيم نَامُوس وَوَصَايَا { وَلكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الوَصِيَّةُ عَاشَتِ الخَطِيَّةُ فَمُتُّ أنَا }( رو 7 : 9 ) .. فَالوَصِيَّة تَقُول لاَ تَسْرِق .. لاَ تَقْتُل .. لاَ تَشْتَهِي .. لاَ تَزْنِي ( مر 10 : 19) وَلَمْ نَسْتَطِع تَنْفِيذ الوَصِيَّة فَحُكمْ الوَصِيَّة مُوت.. فَالوَصِيَّة لَمَّا جَاءت نَهِت عَنْ الإِنْسَان وَلَيْسَ عَنْ الخَطِيَّة ..{ فَوُجِدَتِ الوَصِيَّةُ الَّتِي لِلحَيوةِ هِيَ نَفْسُهَا لِي لِلْمَوْتِ } ( رو 7 : 10 ) فَلَيْسَ هُناك قَانُون يَحْكُمْ النَّاس وَالمُجرِم يُعَاقب .. إِذاً الوَصِيَّة جَرَّمِت وَلَمْ تُبَرِّر الإِنْسَان فَصَنَعَ الله ذَبَائِح لِيَرَى الدَّم وَيَعْبُر لأِنَّ أُجرَة الخَطِيَّة هِيَ مُوت ( رو 6 : 23 ) وَبِدُون سَفْكِ دَمٍ لَيْسَ هُناك مَغْفِرة ( عب 9 : 22 ) .. وَتَمْ عَمْل الذَّبَائِح وَبَقِيت الخَطِيَّة فَالخَطِيَّة خَاطِئة جِدّاً ( رو 7 : 13)فَهيَ قَاسِية تُحَطِّمْ الإِنْسَان وَقَالَ عَنْهَا القِدِيس أُغُسْطِينُوس { إِنَّ العُبُودِيَّة عِنْدَ سَيِّد قَاسِي أهون مِنْ عُبُودِيِة الإِنْسَان لِلخَطِيَّة } .. حَيْثُ يُمْكِنْ الخَلاَص وَالهُرُوب مِنْ السَيِّد القَاسِي لكِنْ لاَ نَسْتَطِيع الهَرب مِنْ الخَطِيَّة فَالخَطِيَّة سَاكِنة فِيَّ وَأصبَحت جُزء مِنْ كَيَان الإِنْسَان فَهيَ خَاطِئة جِدّاً لِذلِك فَالخَطِيَّة تَجْذِب الإِنْسَان لِعُبُودِية مُرَّة وَالإِنْسَان مَغلُوب وَمُسْتَعبد مِنْهَا وَيَعِيش الإِنْسَان مُنْفَصِل عَنْ الله وَالله هُوَ الحَيَاة وَبَعِيداً عَنْهُ أنَا مَيِّت .. فَالخَطِيَّة تَجعلنَا مُتَعَدِّين لِجَمِيع الوَصَايَا وَكَاسِر لَهَا وَهيَ تَجْلِب غَضْب الله وَتَجْعل الإِنْسَان فَاقِد لِتَقدِير الأُمور وَتَفْصِل الإِنْسَان عَنْ الله فَلاَ يَرَى الإِنْسَان إِلاَّ نَفْسه وَيُصبِح مُرْتَعِب مِنْ الموت .. لاَ يَثِق إِلاَّ فِي كُلَّ مَا هُوَ مَرئِي وَلاَ يُصَدِّق كُلَّ مَا هُوَ غِير مَرئِي فَلاَ يَثِق فِي الأبَدِيَّة بَلْ الحَيَاة وَلاَ يُصَدِّق الرُّوحِيَات بَلْ الجَسَدِيَات لاَ يُصَدِّق البِر بَلْ الشَّر تَجْعَله يُحِب الشَّهَوة وَاللَّذَّة وَالمَحسُوسَات وَلاَ يَضع يَقِينه فِي الغِير مَرئِي وَلكِنْ فِي كُلَّ مَا هُوَ مَرئِي قَالَ الكِتَاب المُقَدَّس { اصْنَعُوا لَكُمْ أصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي المَظَالِّ الأبَدِيَّةِ } ( لو 16 : 9 ) .. بَالخَطِيَّة الإِنْسَان لاَ يَرَى إِلاَّ ذَاته وَلَذَّاته وَكَأنَّهُ يَتَحَدَى الله حَيْثُ يُحَاوِل تَأكِيد وَجُوده عَلَى الأرْض وَتَحْقِيق نَفْسه وَشَهَوَاته فَالخَطِيَّة عُبُودِية مُرَّة تَجْعل الإِنْسَان أعمَى البَصِيرة لاَ يَرَى وَلاَ يَسْمع الله .. فَالله يَتَكَلَّم مَعَهُ يَتَجَلَّى وَلاَ يَرَى وَلاَ يَسْمَع مِثْل عِيسُو الَّذِي إِشتَهَى طَبق عَدس .. يِقُول لأِخِيه أكِّلنِي مِنْ الأحمر ده .. يِقولَّه تِدينِي البَكُورِيَّة ؟ يِقولّه خُودهَا{ أنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ }( تك 25 : 32 ) .. فَأخَذَ العَدس وَتَرَكَ البُكُورِيَّة لأِخِيهِ يَعْقُوب فَهُوَ لاَ يُؤمِنْ بِالأبَدِيَات وَلاَ بِالبَرَكَات بَلْ بِالمَحسُوسَات وَالَّلذَات وَتَنَاسَى أنَّ البُكُورِيَّة أصل كُلَّ البَرَكَات .. أسَاس نَسْل المَسِيح كَانَ سَيُصبِح عِيسُو أبُو الآباء .. " أنَا إِله إِبرَاهِيم وَإِسحق وَعِيسُو " كَانَ أصبح عِيسُو أبُو الأسبَاط الَّذِينَ جَاءَ مِنْهُمْ السَيِّد المَسِيح وَلكِنَّه بَاعَ البُكُورِيَّة فَأبُونَا يَعْقُوب بَارك أولاَده .. كَانَ سَيَحمِل عِيسُو إِمتِدَاد وَعد الله لإِبرَاهِيم{ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً } ( تك 22 : 17) .. بَاعَ كُلَّ ذلِك فَالخَطِيَّة تُفْسِد الإِنْسَان .. تُمَزِقه فَيْفقِد الأبَدِيَّة وَالخُلُود وَالمَجد وَالتَمَتُّع بِحضرِة رَبِّنَا وَلاَ يَسْعَى إِلاَّ وَرَاء شَهَوَاته كَمَا نَقُول فِي صَلاَة الغُرُوب { لِكُلَّ إِثمٍ بِحِرصٍ وَنَشَاط فَعَلْتُ ، وَلِكُلَّ خَطِيَّة بِشَوقٍ وَاجتِهَادٍ إِرتَكَبْتُ }( القِطعة الثَّالِثة ) .. فَالخَاطِئ لاَ يَفْهمْ التَّسبِيح وَلاَ إِعْطَاء العُشُور يَرْفُض كُلَّ هذَا .. فَالخَطِيَّة تَجْعلنَا سَيِّد قَاسِي تِغَيَّرنَا بِسُلْطَانهَا تَجْعل الإِنْسَان مَيِّت فَاقِد التَميِيز وَالوَعي .. { لأِنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأمَّا أنْ أفْعَلَ الحُسْنَى فَلَسْتُ أجِدُ } ( رو 7 : 18) .. تَجْعله أعمَى لَيْسَ لَهُ تَقدِير .. يَرَى وَلاَ يَرَى يَرَى وَلاَ يُصَدِّق .. الله يَتَكَلَّم وَلاَ يَسْمع الفِلِسْطِينِيُون أخَذُوا التَابُوت وَسَرَقُوه وَخَافُوا مِنْهُ فَهُوَ يُمَثِّل حَضرِة الله وَحَتَّى لاَ يَأتِي مِنْهُ شَر وَضَعُوه فِي مَعْبد الإِله دَاجُونَ وَفِي الصَّبَاح وَجَدُوا رَقَبِة الإِله مَكسُورة أيضاً رِجلاه وَيَدَاه فَلْم يَفهَمُوا وَجَدِّدوه وَثَانِي يوم وَجَدُوا أيضاً رَقبته مَكسُورة بِفِعل التَابُوت وَإِله التَابُوت فَقَالُوا أنَّ الإِله دَاجُون غِير مُستَرِيح مَعَ التَابُوت فَأخرَجُوا التَابُوت خَارِجاً .. فَمَا الحَل ؟ الحَل هُوَ إِخرَاج التَابُوت أم الإِيمَان بِإِله هذَا التَابُوت ؟!!! فَالخَاطِئ يَعْمل الشَّر بِإِصرَار وَيَعْلَم نَتِيجته وَكُلَّ مَرَّة يَزدَاد إِصرَار فَالخَطِيَّة تَجْعَله فَاقِد التَميِيز فَهيَ خَاطِئة جِدّاً لِذلِك الإِنْسَان المُسْتَعبد لِلخَطِيَّة مِثْلَ العَبْد عِنْدَ سَيِّد قَاسِي فَاقِد الرؤيَة فَهيَ طَرَحِت كَثِيرَينَ جَرحَى ( أم 7 : 26 ) .. فَهيَ تُعْطِي لِلإِنْسَان مُوت وَهَلاَك . |
04 - 11 - 2021, 11:47 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: مَفهُوم الخَطِيَّة
فى منتهى الروعه الرب يفرح قلوبك |
||||
05 - 11 - 2021, 08:20 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مَفهُوم الخَطِيَّة
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إِزَّاي بَقَعْ فِي الخَطِيَّة ؟ بَقَعْ فِي الخَطِيَّة بِحَاجْتِينْ |
لاَزِم أشْعُر بِمَرَارِة الخَطِيَّة وَذُل الخَطِيَّة |
آثَار الخَطِيَّة |
عِلاَج الخَطِيَّة |
مَفهُوم الفرح الرُّوحِى |